بازگشت

مع الإمام الحسن


أتراها كانت المحاولة الثانية - يقوم بها الإمام الحسن - أقل من أمثولة لم يتمكن من شرحها، أكثر مما تمكن من تطبيقها أمام عين الأمة و واقعها الذي لم يفهم بعد ما هي القراءة، و لا ما هي روعة التطبيق...

لقد حاول الإمام الحسن شرح ما اقتنع به خط الامامة: بأن الأمة التي تشقها الخلافات القبلية، و الزعامات الصنمية، و التهرجات الوثنية... تهدر دمها في عتمة الجهل، و تعمي عينها بعجاج الغبار، و تفقد وزنها في كفة التحقيق، بينما الوعي يجمعها الي وحدتها النامية بمعادلات الانتاج.

ولكن الإمام لم يتمكن من اسماع شروحاته، لأن الصراع الذي ولدته الأنانيات الجاهلية، قد حطم - من أمامه - البوق، و شوه المذياع، فعمد الي التطبيق الحي، فتوقف عن القتال الي السلم، و كان بمكنته أن يحرك القبائل، و أن لا يقطع حبل الفتائل... و كانت الأمة - بدورها - غير مؤهلة لقراءة ما كتبه الحسن في صفحة السلم الذي يحقن دمها من هدره في فراغ لا ينتج حبا، و لا ينمي زرعا، بل يولد حقدا يتسلح به المتزعمون لبسط سلطانهم علي العباد.