بازگشت

عقدة الحكم


هل هي بسيطة عقدة الحكم في أمة لم تتعلم - بعد القراءة؟ انه هذيان الأمة في واقعها ذاك، يسير بها من محطة الي محطة، تتألف منها - بالنتيجة - مجموعات الكوارث...

لقد ابتهجت الأمة بأن الله - بعد لأي عسير - قد من عليها بالكتاب، و عندما قدم لها - من خط بيده آيات الكتاب - لائحة باثني عشر نقيبا



[ صفحه 143]



يعلمونها قراءة الحروف و تخليصها من المبهمات، قال له من يحسبون أنفسهم الأولياء:

- قدك قسطا في كتاب... فنحن لها - قراءات الحروف -

و فك الرموز، و حل المعميات...

انهم لها أولئك الزعماء الأميون، لا يتركون بقعة، حتي في الدهناء - الا و يزرعون فيها مدرسة تعلم القراءة، و جامعة توضح القراءات، و كلية تخطط لتنشيط الزراعات و الصناعات، و الاختراعات، و ربط الأمة بأفرادها الأولياء...

لماذا لم يدرك الزعماء أن الأمة وحدة اجتماعية نامية بمجهودها الانساني، و أن الصدق و الحق، و العدل، و تحقيق الانتاج، هي معاولها في السمو المنشود؛ و أن الثقافات - وحدها - هي في حقيقة التحضير!! ألم يدع الزعماء هؤلاء، بأن لهم اتقان القراءات؟ فلماذا لم يقرأ - أي واحد منهم - هذه الحقائق منشورة في كل صفحة، لا بل في كل آية من آيات الكتاب؟.

ثم - لماذا أخذوا الكتاب؟ و لا يبدو أنهم فتحوه... بل فتحوه و ما قرأوه... أيكون ذلك منهم حتي يقال فيهم: انهم الملهمون، لأن كتابا عظيما يحملون؟.

أظنها خلف ظهورهم هذه الزريعة... و الا لما حطموا أنيات المائدة، و قد قدمها لهم الرسول في اثني عشر مسندا تثري بها فخامة الدار...

وحده جاء الحكم في سياسات القبائل، يستدر لعاب الزعماء في زعاماتهم لجاهلية، و لن يعرفوا كيف يثقفون الأمة، لأنهم غير مثقفين!!! أما الأمة، فمهما يكن قسطها من درجات الثقافة، تبق بحاجة ملحة الي



[ صفحه 144]



حاكم مثقف و صادق، يدير شؤونها في كل المعارج: قسط، و عدل الي صراط مستقيم.

أما الثقافة فهي أبدا مطلب أساسي، يشمل الأمة من خلال ثقافة الفرد، فتتوزع المواهب، و تتهذب مزايا، و تتوسع المعارف.

لم يكن في العصيان الا هذيان و روغان... و لو أن الاذعان قدتم كما رسمه الذهن الصافي، و وشته البصيرة الرائية، لكان للأمة نمو، و هدايات، و أضواء، و أبجديات، و كثير واضح من القراءات.