بازگشت

مظاهر من شخصية الإمام محمد الباقر


لقد توفرت في شخصية الإمام أبي جعفر (عليه السلام) جميع الصفات الكريمة التي أهّلته لزعامة هذه الأمة.

حيث تميّز هذا الإمام العظيم بمواهبه الروحية والعقلية العظيمة وفضائله النفسية والأخلاقية السامية ممّا جعل صورته صورة متميّزة من بين العظماء والمصلحين، كما تميّز بحسبه الوضّاح، بكل ما يمكن أن يسمو به هذا الانسان.

ولقد احتاط النبي (صلي الله عليه وآله) كأشد ما يكون الاحتياط في شأن أمته، ولم يرض أن تكون في ذيل قافلة الأمم والشعوب، فقد أراد لها العزّة والكرامة، وأراد أن تكون خير أمة أخرجت للناس، فأولي مسألة الخلافة والامامة المزيد من اهتمامه، ونادي بها اكثر من أية قضية اُخري من القضايا الدينية لأ نّها القاعدة الصلبة لتطور أية اُمة في مجالاتها الفكرية والاجتماعية والسياسية، وقد خصّ بها الأئمة الطاهرين من أهل بيته الذين لم يخضعوا في أي حال من الأحوال لأية نزعة مادية، وإنما آثروا طاعة الله ومصلحة الاُمة علي كل شيء.

وكان الإمام محمّد بن علي الباقر (عليه السلام) جامعاً للكمالات الانسانية في



[ صفحه 26]



سيرته وسلوكه، فكان أهلاً للإمامة الكبري بعد أبيه زين العابدين.

وما دوّنته كتب التاريخ من فضائله الجمّة هي غيض من فيض، ونشير إلي شيء يسير منها تباعاً: