بازگشت

صدقاته علي فقراء المدينة


وكان الإمام (عليه السلام) كثير البر والمعروف علي فقراء يثرب، وقد اُحصيت صدقاته عليهم فبلغت ثمانية الآف دينار [1] وكان يتصدق عليهم في كل يوم جمعة بدينار ويقول: «الصدقة يوم الجمعة تضاعف الفضل علي غيره من الأيام» [2] .

وذكر المؤرخون: انه كان أقلّ أهل بيته مالاً وأعظمهم مؤونة [3] ، ومع ذلك كان يجود بما عنده لإنعاش الفقراء والمحرومين. وقد نقل الرواة بوادر كثيرة من هذا الجود وإليك نماذج منها:

1 ـ روي سليمان بن قرم فقال: كان أبو جعفر يجيزنا الخمسمائة درهم



[ صفحه 31]



إلي الستمائة درهم الي الألف، وكان لا يملّ من صلة الإخوان وقاصديه وراجيه [4] .

2 ـ قال الحسن بن كثير: شكوت الي أبي جعفر محمد بن علي الحاجة وجفاء الاخوان، فتأثر (عليه السلام)وقال: بئس الأخ يرعاك غنياً، ويقطعك فقيراً، ثم أمر غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم، وقال: استنفق هذه فإذا نفذت فأعلمني [5] .

3 ـ وكان (عليه السلام) يحبو قوماً يغشون مجلسه من المائة الي الألف، وكان يحبّ مجالستهم، منهم عمرو بن دينار، وعبد الله بن عبيد. وكان يحمل اليهم الصلة والكسوة، ويقول: هيّـأناها لكم من أوّل السنة [6] .

4 ـ روت مولاته سلمي فقالت: كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتي يطعمهم الطعام الطيب، ويلبسهم الثياب الحسنة، ويهب لهم الدراهم، وقد عذلته سلمي عن ذلك فقال لها: يا سلمي ما يؤمل في الدنيا بعد المعارف والاخوان.. [7] وكان يقول: «ما حسّنت الدنيا إلاّ صلة الاخوان والمعارف» [8] .


پاورقي

[1] شرح شافية أبي فراس: 2 / 176.

[2] في رحاب ائمة اهل البيت (عليهم السلام): 4 / 12.

[3] المصدر السابق.

[4] الارشاد: 299.

[5] صفة الصفوة: 2 / 63.

[6] عيون الاخبار وفنون الآثار: 217، والارشاد: 229.

[7] صفة الصفوة: 2 / 63.

[8] المصدر السابق.