بازگشت

دعاؤه في سجوده


إنّ أقرب ما يكون العبد فيه الي ربه أن يكون ساجداً، من هنا كان الإمام (عليه السلام) في سجوده يتجه بقلبه وكلّ عواطفه نحو الله ويناجيه بانقطاع واخلاص، وقد أثرت عنه بعض الادعية في سجوده:

1 ـ روي اسحاق بن عمار عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أ نّه قال: كنت اُمهّد لأبي فرشه فانتظره حتي يأتي، فإذا آوي الي فراشه ونام قمت إلي فراشي. وقد أبطأ عليّ ذات ليلة فأتيت المسجد في طلبه، وذلك بعدما هدأ الناس، فإذا هو في المسجد ساجد، وليس في المسجد غيره فسمعت حنينه وهو يقول: «سبحانك اللهم، أنت ربي حقاً حقاً، سجدت لك يا رب تعبّداً ورقّاً، اللهم إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي... اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم» [1] .

2 ـ روي أبو عبيدة الحذّاء فقال: سمعت أبا جعفر يقول: ـ وهو ساجد ـ: «اسألك بحق حبيبك محمد (صلي الله عليه وآله) إلاّ بدّلت سيّآتي حسنات، وحاسبتني حساباً



[ صفحه 33]



يسيراً».

ثم قال في السجدة الثانية: «اسألك بحق حبيبك محمد (صلي الله عليه وآله) إلاّ ما كفيتني مؤونة الدنيا، وكلّ هول دون الجنة».

ثم قال في الثالثة: «أسألك بحق حبيبك محمد(صلي الله عليه وآله) لمّا غفرت لي الكثير من الذنوب والقليل، وقبلت منّي عملي اليسير».

ثم قال في الرابعة: «أسألك بحق حبيبك محمد (صلي الله عليه وآله) لما أدخلتني الجنة، وجعلتني من سكّانها، ولمّا نجيتني من سفعات النار [2] برحمتك، وصلي الله علي محمد وآله» [3] .

وتكشف هذه الأدعية عن شدة تعلقه بالله وعظيم إنابته إليه.


پاورقي

[1] فروع الكافي: 3 / 323.

[2] سفعات النار: هي لفحات السعير التي تغير بشرة الانسان لشدة حرارتها.

[3] فروع الكافي: 3 / 322.