بازگشت

يزيد بن عبدالملك


واستولي يزيد بن عبدالملك علي الحكم بعهد من أخيه سليمان، وأقام أربعين يوماً يسير بين الناس بسياسة عمر بن عبدالعزيز، فشق ذلك علي بني اُمية، فأتوه بأربعين شيخاً فشهدوا بأنه ليس علي الخلفاء حساب ولا عقاب [1] فعدل عن سياسة عمر، وساس الناس سياسة عنف وجبروت، وعمد الي عزل جميع ولاة عمر، وكتب مرسوماً الي عماله جاء فيه:

«أما بعد فإنّ عمر بن عبدالعزيز كان مغروراً، فدعوا ما كنتم تعرفون من عهده، وأعيدوا الناس الي طبقتهم الاُولي، أخصبوا أم أجدبوا، أحبوا أم كرهوا، حيوا أم ماتوا...» [2] .

وعاد الظلم علي الناس بأبشع صوره وألوانه، وانتشر الجور، وعم الطغيان جميع أنحاء البلاد.

لقد كان يزيد بن عبدالملك جاهلاً، حقوداً علي أهل العلم، حتي أنّه كان يحتقر العلماء، ويسمي الحسن البصري بالشيخ الجاهل [3] كما كان مسرفاً في اللهو والمجون حتي هام بحب حبابة، وقد ثمل يوماً، فقال: دعوني أطير، فقالت حبابة: علي من تدع الاُمة؟ قال: عليك. وخرجت معه الي الأردن يتنزهان فرماها بحبة عنب فدخلت حلقها فشرقت، ومرضت، وماتت فتركها



[ صفحه 87]



ثلاثة أيام لم يدفنها حتي أنتنت، وهو يشمها، ويقبلها، وينظر إليها ويبكي، فكلم في أمرها حتي أذن في دفنها، وعاد الي مقره كئيباً حزيناً [4] .

وله أخبار كثيرة مخزية في الدعارة واللهو أعرضنا عن ذكرها، وهلك سنة (105 هـ).


پاورقي

[1] المصدر السابق: 9 / 232.

[2] العقد الفريد: 3 / 180.

[3] الطبقات الكبري: 5 / 95.

[4] الكامل في التاريخ: 5 / 121.