بازگشت

محاولة اغتيال الإمام الباقر


وهنا أمر الطاغية بمغادرة الإمام أبي جعفر(عليه السلام) لمدينة دمشق خوفاً من أن يفتتن الناس به، وينقلب الرأي العام ضد بني اُمية، ولكنه أوعز الي أسواق المدن والمحلات التجارية الواقعة في الطريق أن تغلق محلاتها بوجهه، ولا تبيع عليه أية بضاعة، وأراد بذلك هلاك الإمام(عليه السلام) والقضاء عليه.

وسارت قافلة الإمام(عليه السلام) وقد أضناها الجوع والعطش فاجتازت علي بعض المدن فبادر أهلها الي إغلاق محلاتهم بوجه الإمام، ولما رأي الإمام ذلك صعد علي جبل هناك، ورفع صوته قائلاً:

«يا أهل المدينة الظالم أهلها أنا بقية الله، يقول الله تعالي: (بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين - وما أنا عليكم بحفيظ).

وما أنهي الإمام هذه الكلمات حتي بادر شيخ من شيوخ المدينة فنادي أهل قريته قائلاً:

«يا قوم هذه والله دعوة شعيب، والله لئن لن تخرجوا الي هذا الرجل بالأسواق لتؤخذنّ من فوقكم، ومن تحت أرجلكم فصدّقوني هذه المرة، وأطيعوني، وكذبوني فيما تستأنفون فاني ناصح لكم...».

وفزع أهل القرية فاستجابوا لدعوة الشيخ الذي نصحهم، ففتحوا حوانيتهم واشتري الإمام ما يريده من المتاع [1] وفسدت مكيدة الطاغية وما دبّره للإمام(عليه السلام) وقد انتهت إليه الأنباء بفشل مؤامرته. ولم يقف عند هذا الحد فقد أخذ يطلب له الغوائل حتي دسّ اليه السم القاتل، كما سنذكر ذلك فيما بعد.



[ صفحه 96]




پاورقي

[1] المناقب: 4 / 690، بحار الأنوار: 11 / 75، راجع حياة الإمام محمد الباقر(عليه السلام): 2 / 40 ـ 66.