بازگشت

دور الإمام محمد الباقر في اصلاح الواقع الفاسد


علي الرغم من انحراف الحكّام وأجهزتهم الادارية والسياسية عن المبادئ الثابتة التي أرسي دعائمها القرآن الكريم والسنّة النبويّة; إلاّ أنّ القاعدة الفكرية والتشريعية للدولة بقيت متبنّاةً من قبل الحاكم وأجهزته في مظاهرها العامة، وعلي ضوء ذلك فإنّ دور الإمام (عليه السلام) كان دوراً اصلاحيّاً لإعادة الحاكم وأجهزته وإعادة الاُمة إلي الاستقامة في العقيدة والشريعة، وجعل الإسلام بمفاهيمه وقيمه هو الحاكم علي الأفكار والعواطف والمواقف.

وكان اسلوب الإمام (عليه السلام) الاصلاحي متفاوتاً تبعاً لتفاوت الظروف التي كانت تحيط به، وبالحكم القائم، وبالاُمة المسلمة.

لقد كان الإمام (عليه السلام) مقصد العلماء من كل بلاد العالم الاسلامي. وما زار المدينة أحد إلاّ عرّج علي بيته يأخذ من فضائله وعلومه، وكان يقصده كبار رجالات الفقه الاسلامي: كسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأبي حنيفة.

وكان دوره (عليه السلام) في الاصلاح يتركّز علي اتجاهين متزامنين:

الاتجاه الأول: التحرك في أوساط الاُمة وعموم الناس، بما فيهم المسلمون وأصحاب الديانات الاُخري، فضلاً عن التحرك علي الحكّام وأجهزتهم لإعادتهم الي خطّ الاستقامة أو الحدّ من انحرافاتهم



[ صفحه 106]



وحصرها في نطاق محدود.

الاتجاه الثاني: بناء الجماعة الصالحة لتقوم بدورها في إصلاح الأوضاع العامة للاُمة وللدولة طبقاً للاُسس والقواعد الثابتة التي أرسي دعائمها أهل البيت (عليهم السلام) بما ينسجم مع القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة.