بازگشت

ادانة فقهاء البلاط


جاء قتادة بن دعامة البصري الي الإمام (عليه السلام) وقد هيّأ له أربعين مسألة ليمتحنه بها، فقال له (عليه السلام): أنت فقيه أهل البصرة؟ قال قتادة: نعم، فقال (عليه السلام): «ويحك يا قتادة انّ الله عزّ وجل خلق خلقاً، فجعلهم حججاً علي خلقه، فهم أوتاد في أرضه، قوّام بأمره، نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه»، فسكت قتادة طويلاً، ثم قال: أصلحك الله، والله لقد جلست بين يدي الفقهاء، وقدّام ابن عباس، فما اضطرب قلبي قدّام أحد منهم ما اضطرب قدّامك [1] .

وأدان الإمام الباقر(عليه السلام) أبا حنيفة لقوله بالقياس، وعلّق الاُستاذ محمد أبو زهرة علي هذه الإدانة قائلاً: تتبيّن إمامة الباقر للعلماء، يحاسبهم علي ما يبدو منهم، وكأنّه الرئيس يحاكم مرؤوسيه ليحملهم علي الجادة، وهم يقبلون طائعين تلك الرئاسة [2] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار: 46 / 357.

[2] تاريخ المذاهب الاسلامية: 689.