بازگشت

مميزات مدرسة أهل البيت الفقهيّة


1 ـ الاتصال بالنبي (صلي الله عليه وآله): والشيء المهم في فقه أهل البيت (عليهم السلام) هو أنه يتصل اتصالاً مباشراً بالنبي (صلي الله عليه وآله) فطريقه إليه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وجعلهم النبي (صلي الله عليه وآله) سفن النجاة، وأمن العباد، وعدلاء الذكر الحكيم حسبما تواترت الاخبار بذلك.

قال(عليه السلام): «لو إننا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من قبلنا، ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه(صلي الله عليه وآله) فبينها لنا» [1] .

2 ـ المرونة: إن فقه أهل البيت يساير الحياة، ويواكب التطور، ولا يشذ عن الفطرة ويتمشي مع جميع متطلبات الحياة، فليس فيه ـ والحمد لله ـ حرج ولا ضيق، ولا ضرر، ولا إضرار، وإنما فيه الصالح العام، والتوازن في جميع مناحي تشريعاته، وقد نال اعجاب جميع رجال القانون، واعترفوا بأنه من أثري ما قنن في عالم التشريع عمقاً وأصالة وإبداعاً.

3 ـ فتح باب الاجتهاد: إنّ من أهم ما تميز به فقه أهل البيت (عليهم السلام) هو فتح باب الاجتهاد، فقد دلّ ذلك علي حيوية فقه أهل البيت، وتفاعله مع الحياة واستمراره في العطاء لجميع شؤون الانسان، وإنه لا يقف مكتوفاً أمام الاحداث المستجدة التي يبتلي بها الناس خصوصاً في هذا العصر الذي برزت فيه كثير من الأحداث واستحدثت فيه كثير من الموضوعات، وقد أدرك كبار علماء المسلمين من الأزهر مدي الحاجة الملحّة إلي فتح باب الاجتهاد، ومتابعة الشيعة الإمامية في هذه الناحية.



[ صفحه 117]



قال السيد رشيد رضا: «ولا نعرف في ترك الاجتهاد منفعة ما، وأ مّا مضارّه فكثيرة، وكلها ترجع إلي إهمال العقل، وقطع طريق العلم، والحرمان من استغلال الفكر، وقد أهمل المسلمون كل علم بترك الاجتهاد، فصاروا إلي ما نري» [2] .

4 ـ الرجوع الي حكم العقل: انفرد فقهاء الامامية عن بقية المذاهب الاسلامية فجعلوا العقل واحداً من المصادر الأربعة لاستنباط الاحكام الشرعية، وقد أضفوا عليه أسمي ألوان التقديس فاعتبروه رسول الله الباطني، وإنه مما يُعبَد به الرحمن، ويكتَسب به الجنان. ومن الطبيعي ان الرجوع إلي حكم العقل إنّما يجوز إذا لم يكن في المسألة نص خاص أو عام وإلا فهو حاكم عليه، وإن للعقل مسرحاً كبيراً في علم الاصول الذي يتوقف عليه الاجتهاد.


پاورقي

[1] اعلام الوري: 270.

[2] الوحدة الاسلامية: 99.