بازگشت

الدعوة الي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحرّران الانسان والمجتمع من الوان الانحراف في الفكر والعاطفة والسلوك، ويحوّلان المفاهيم والقيم الاسلامية الثابتة الي ممارسات سلوكية واضحة المعالم، تترجم فيها الآراء والنصوص الي مشاعر وعواطف وأعمال وحركات وعلاقات متجسدة في الواقع لكي تكون الاُمة والدولة بمستوي المسؤولية في الحياة، والمسؤولية هي حمل الأمانة الإلهية وخلافة الله تعالي في الأرض.

ومن هنا جاءت تأكيدات الإمام (عليه السلام) علي هذه الفريضة التي جعلها شاملة لجميع مرافق الحياة الانسانية حيث قال: «ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصالحين، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحلّ المكاسب، وتردّ المظالم وتعمّر الأرض، وينتصف من الاعداء ويستقيم الأمر، فأنكروا بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم، وصكّوا بها جباههم، ولا تخافوا في الله لومة لائم...» [1] .

وحذّر (عليه السلام) من مغبّة التخليّ عن المسؤولية، ومداهنة المنحرفين حكّاماً كانوا أم من سائر أفراد الأمة فقال: «أوحي الله تعالي الي شعيب النبي (عليه السلام) إنّي لمعذّب من قومك مائة ألف: أربعين ألفاً من شرارهم، وستين ألفاً من خيارهم، فقال: يا ربّ هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟

فأوحي الله عز وجل إليه: إنهم داهنوا أهل المعاصي، ولم يغضبوا لغضبي» [2] .

وحث (عليه السلام) علي هذه المسؤولية وبيّن آثار التخلي عنها فقال: «الأمر



[ صفحه 119]



بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله عزّ وجلّ، فمن نصرهما أعزّه الله، ومن خذلهما خذله الله عز وجل» [3] .


پاورقي

[1] تهذيب الاحكام: 6 / 180.

[2] المصدر السابق: 6 / 181.

[3] الخصال: 1 / 42.