بازگشت

نشر المفاهيم السياسية السليمة


وجّه الإمام (عليه السلام) الأنظار الي دور أهل البيت (عليهم السلام) في قيادة الاُمة، وتوجيهها نحو الاستقامة والرشاد فقال: «نحن ولاة أمر الله وخزائن علم الله، وورثة وحي الله، وحملة كتاب الله، طاعتنا فريضة، وحبّنا إيمان، وبغضنا كفر، محبّنا في الجنة، ومبغضنا في النار» [1] .

وحذّر الاُمة من الابتعاد عن نهج أهل البيت (عليهم السلام) فقال (عليه السلام): «برئ الله ممن يبرأ منّا، لعن الله من لعننا، أهلك الله من عادانا» [2] .

وحثّ (عليه السلام) علي نصرتهم فقال: «من أعاننا بلسانه علي عدوّنا أنطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عزّ وجلّ» [3] .

ووضّح (عليه السلام) حدود الموالاة لهم، وبيّن المعيار لمعرفة الموالاة والموالين في حالة التباس المفاهيم واختلاط المعايير، فقال: «أمّا محبتنا، فيخلص الحبّ لنا كما يخلص الذهب بالنّار لا كدر فيه، من أراد أن يعلم حبّنا، فليمتحن قلبه فإن شاركه في حبّنا حبّ عدوِّنا، فليس منّا ولسنا منه» [4] .

وأ كّد علي انّ طرق تولّي الإمام لمنصب الامامة منحصرة بالنصّ والوصية، ولا عبرة بما هو الشائع من البيعة والعهد والغلبة، ومما جاء في ذلك قوله (عليه السلام): «كل من دان الله عزّ وجلّ بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير



[ صفحه 120]



مقبول، وهو ضالّ متحيّر، والله شانئ لأعماله...» [5] .

وبيّن مواصفات الإمام لكي تتمكن الاُمة من التمييز والتشخيص في خضم الاحداث التي حُرِّفت فيها المفاهيم وزُوِّرت فيها الحقائق فقال (عليه السلام): «ان الإمامة لا تصلح الاّ لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن المحارم، وحلم يملك به غضبه، وحسن الخلافة علي من ولي، حتي يكون له كالوالد الرحيم» [6] .

ورسم قاعدة كلية في أساسيات حقوق وواجبات الإمام تجاه الاُمة، لكي تدرك الاُمة مدي قرب وبعد الحكّام عن أداء مسؤوليتهم، فقال (عليه السلام): «حقّه عليهم أن يسمعوا ويطيعوا... وحقهم عليه: يقسم بينهم بالسوية ويعدل في الرعيّة» [7] .

وفي خضم الاحداث الصاخبة وما طرأ من تشويه وتدليس في الحقائق، بيّن (عليه السلام) المفهوم الحقيقي للتشيع، لكي لا يعطي مبرّراً للحكّام الاُمويين لتشويه سمعة أنصار أهل البيت (عليهم السلام) في المحافل المختلفة، واستغلال بعض السلبيات للطعن في مفاهيم الولاء والتولي، فقال (عليه السلام): «فوالله ما شيعتنا الاّ من اتقي الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون الاّ بالتواضع، والتخشع، والامانة، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة، والبر بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة، والغارمين، والأيتام، وصدق الحديث وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن الناس الاّ من خير، وكانوا اُمناء عشائرهم في الأشياء» [8] .

والتشيّع ليس ادعاءً بل هو ممارسة عملية محسوسة في الواقع، والشيعي هو مثال التديّن والاخلاص والطّاعة لله تعالي.

ولم يكتف الإمام الباقر(عليه السلام) ببيان المظاهر الخارجية لمن ينتسب



[ صفحه 121]



لمدرسة أهل البيت(عليهم السلام) وإنّما تعدّي ذلك الي مجموعة من المعالم الفريدة لشيعتهم، فقال (عليه السلام): «انّما شيعة علي (عليه السلام) الشاحبون الناحلون الذابلون، ذابلة شفاههم، خميصة بطونهم، متغيّرة ألوانهم، مصفرّة وجوههم، إذا جنّهم الليل اتّخذوا الأرض فراشاً، واستقبلوا الأرض بجباههم، كثير سجودهم، كثيرة دموعهم، كثير دعاؤهم، كثير بكاؤهم، يفرح الناس وهم محزونون» [9] .


پاورقي

[1] مناقب آل أبي طالب: 4 / 223.

[2] بحار الانوار: 27 / 222.

[3] المصدر السابق: 2 / 135.

[4] المصدر السابق: 27 / 51.

[5] الكافي: 1 / 184.

[6] الخصال: 1 / 116.

[7] بحار الانوار: 27 / 244.

[8] الكافي: 2 / 74.

[9] بحار الانوار: 65 / 149.