بازگشت

الدعوة لتطبيق السنة النبوية


قام الإمام (عليه السلام) بنشر الاحاديث الشريفة النبوية المرتبطة بالجوانب الاخلاقية والاجتماعية لكي تكون هي الحاكمة علي الممارسات السلوكية والعلاقات الاجتماعية، ولكي تكون نبراساً لافراد المجتمع بمختلف طبقاتهم في مسيرتهم الانسانية، تنطلق بهم نحو السمو والتكامل، والارتقاء للوصول الي المقامات العالية التي وصل اليها الصالحون والاولياء.

وكان (عليه السلام) ـ من خلال نشر هذه الاحاديث النبوية ـ يشير الي العوامل الاساسية في صلاح الاخلاق والاوضاع الاجتماعية، وهي صلاح الفقهاء والامراء، فقد روي (عليه السلام) قول جدّه (صلي الله عليه وآله): «صنفان من اُمتي إذا صلحا صلحت اُمتي، واذا فسدا فسدت اُمتي... الفقهاء والاُمراء» [1] .

ودعا (عليه السلام) الي اخلاص النصيحة والايثار في الممارسة الاصلاحية علي ضوء ما جاء عن جدّه رسول الله (صلي الله عليه وآله): «لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه» [2] .

وأ كّد (عليه السلام) علي دعوة رسول الله (صلي الله عليه وآله) الي العفّة وتعجيل الخير بقوله: «ان الله يحبُّ الحييَّ الحليم العفيف المتعفف» [3] وقوله (صلي الله عليه وآله): «ان الله يحب من الخير ما يعجّل» [4] .

وأكّد (عليه السلام) علي الاحاديث الداعية الي حسن الخلق والكف عن أعراض المؤمنين منها قوله(عليه السلام): «والذي لا اله إلاّ هو ما اُعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلاّ بحسن ظنّه بالله ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين» [5] .



[ صفحه 128]



وقال (عليه السلام): «ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) نهي عن القيل والقال، وفساد المال، وكثرة السؤال» [6] .

ودعا (عليه السلام) الي ادخال السرور علي المؤمن كما ورد في قول رسول الله(صلي الله عليه وآله): «من سرَّ مؤمناً فقد سرني ومن سرني فقد سر الله» [7] .

وحث (عليه السلام) علي صلة الرحم بقوله(صلي الله عليه وآله): «ان أعجل الخير ثواباً صلة الرحم» [8] .

وذكر (عليه السلام) عشرات الاحاديث الشريفة التي تدعو الي مكارم الاخلاق في الصدق والايثار والتعاون والوفاء بالعهد وحسن التعامل مع المسلمين وغيرهم، اضافة الي الاحاديث الناهية عن الممارسات السلبية كالكذب والبهتان والتعيير ونقض العهد، والخيانة والاعتداء علي الاعراض والنفوس.

وممّا جاء في ذلك قول رسول الله (صلي الله عليه وآله): «سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصية» [9] .

وقال (عليه السلام): سئل رسول الله (صلي الله عليه وآله) عن خيار العباد، فقال: «الذين إذا أحسنوا استبشروا، واذا أساؤا استغفروا، وإذا اُعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا غفروا» [10] .

ولم يكتف (عليه السلام) بنشر الاحاديث الشريفة والدعوة الي تجسيد محتواها في الواقع، وإنّما قام بأداء دور القدوة في ذلك فكان بنفسه قمة في جميع المكارم والمآثر، وقد أبرز للمسلمين من خلال سلوكه نموذجاً من أرقي



[ صفحه 129]



نماذج الخلق الاسلامي الرفيع، فكان (عليه السلام) القمة السامية في الصدق والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وفي التواضع واحترام الآخرين، والاهتمام باُمور المسلمين، وقضاء حوائج المحتاجين، فكانت معالجته للواقع معالجة عملية من خلال سلوكه النموذجي مع مختلف أصناف الناس موالين، ومخالفين.


پاورقي

[1] الخصال: 1 / 26.

[2] الكافي: 2 / 208.

[3] المصدر السابق: 2 / 112.

[4] المصدر السابق: 2 / 142.

[5] المصدر السابق: 2 / 72.

[6] الكافي: 1 / 60.

[7] المصدر السابق: 2 / 188.

[8] المصدر السابق: 2 / 152.

[9] المحاسن: 102.

[10] الخصال: 1 / 317.