بازگشت

مرجعية أهل البيت


ان المنهج الاسلامي هو منهج واقعي للحياة، بكل ما للحياة من تشكيلات وتنظيمات وأوضاع وقيم وأخلاق وآداب وعبادات وشعائر، وهو كمنهج نظري يراد تطبيقه في الواقع بحاجة الي قدوة تجسّده في الواقع كي يقتدي بها الناس ليندفعوا اشواطاً الي الأمام في مسيرة التنفيذ والتطبيق، ولهذا ركّز الإمام (عليه السلام) علي القدوة الناطقة بالكتاب والسنّة وهم أهل البيت (عليهم السلام) تمييزاً عن غيرهم من الذين تنكبوا طريق الاستقامة وانحرفوا عن المنهج انطلاقاً من أهوائهم ومصالحهم التي تخدم السلاطين والحكّام وانفلاتاً من قيود العقيدة والشريعة.

فقد أكّد الإمام (عليه السلام) علي الولاية باعتبارها أهم أركان الإسلام فقال: «بني الإسلام علي خمس: علي الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية» [1] ، التي أوضحها في نص آخر بأنها الولاية لأهل البيت(عليهم السلام) [2] .

وأورد الاحاديث الشريفة عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) التي تؤكد علي ولاية



[ صفحه 143]



أهل البيت (عليهم السلام) ومرجعيتهم في الاُمة، ومنها توجيه الانظار الي ولاية أول الائمة أعني الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) متمثّلة بالولاء العاطفي له، قال رسول الله (صلي الله عليه وآله). «ما من مؤمن إلاّ وقد خلص ودِّي الي قلبه، وما خلص ودّي الي قلب أحد إلاّ وقد خلص ودّ عليّ الي قلبه، كذب يا علي من زعم أنه يحبّني ويبغضك» [3] .

وفسرّ الآيات النازلة في حق أهل البيت (عليهم السلام) وبيّن مؤدّاها بشكل دقيق وهو مرجعية أهل البيت (عليهم السلام) في جميع شؤون الحياة فكرية وعاطفية وسلوكية.

ففي قوله تعالي:

(فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) [4] ، قال (عليه السلام): نحن أهل الذكر.

وفي قوله تعالي: (لتكونوا شهداء علي الناس) [5] ، قال (عليه السلام): نحن هم.

وفي قوله تعالي: (وكذلك جعلناكم اُمة وسطاً) [6] ، قال (عليه السلام): نحن الاُمة الوسط.

وفي قوله تعالي: (وكونوا مع الصادقين) [7] ، قال (عليه السلام): أي مع آل محمد [8] .

وأمّا أحاديثه التي رواها عن رسول الله حول ولاية أهل البيت (عليهم السلام) ومرجعيتهم للاُمة فمنها قوله (صلي الله عليه وآله): «أنا رسول الله الي النّاس أجمعين ولكن سيكون بعدي أئمة علي الناس من أهل بيتي من الله، يقومون في الناس فيكذّبونهم ويظلمونهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم، ألا فمن والاهم واتّبعهم وصدّقهم فهو منّي ومعي وسيلقاني، ألا



[ صفحه 144]



ومن ظلمهم وأعان علي ظلمهم وكذّبهم، فليس مني ولا معي وأنا منه بريء» [9] .

وحثّ (عليه السلام) علي الرجوع الي القرآن والسنّة، وأ كّد مرجعية أهل البيت(عليهم السلام) باعتبار أنّ سنّتهم امتداد للسنّة النبويّة الشريفة، وباعتبار أعلميّتهم بمنهج القرآن الكريم وسيرة النبي العظيم; فإنّهم أهل بيت الوحي والرسالة فهم أدري بما في البيت.


پاورقي

[1] المصدر السابق: 2 / 18.

[2] الخصال: 1 / 278.

[3] المحاسن: 151.

[4] النحل (16): 43.

[5] البقرة (2): 143.

[6] البقرة (2): 143.

[7] التوبة (9): 119.

[8] مناقب آل أبي طالب: 4 / 194، 195.

[9] المحاسن: 155.