بازگشت

خصائص الانتماء لأهل البيت


بيّن الإمام (عليه السلام) خصائص الانسان الشيعي وهو الإنسان الموالي والمتّبع لأهل البيت(عليهم السلام) تمييزاً له عمّن سواه ممّن يحمل شعار الولاء والمشايعة لهم، قال (عليه السلام): «فو الله ما شيعتنا إلاّ من اتقي الله واطاعه...» [1] .

وقال أيضاً: «لا تذهب بكم المذاهب، فو الله ما شيعتنا إلاّ من اطاع الله عزّوجلّ» [2] .

وبيّن الخصائص الولائية والسلوكية للجماعة الصالحة من حيث علاقاتهم فيما بينهم وعلاقاتهم مع الآخرين. فقال(عليه السلام): «انما شيعة عليّ: المتباذلون في ولايتنا. المتحابّون في مودّتنا. المتزاورون لإحياء أمرنا.

الذين إذا اغضبوا لم يظلموا. وإذا رضوا لم يسرفوا. بركة علي من جاوروا. سلم لمن خالطوا» [3] .



[ صفحه 145]



وقال أيضاً: «إنما شيعة عليّ: من لا يعدو صوتُه سمعَه، ولا شحناؤه بدنَه، لا يمدح لنا قالياً. ولا يواصل لنا مبغضاً. ولا يجالس لنا عائباً» [4] .

وقال أيضاً: «إنما شيعة عليّ: الحلماء العلماء، الذبل الشفاه، تعرف الرهبانية علي وجوههم» [5] .

وقال أيضاً: «إنّما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ، والذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلي التعدّي الي ما ليس له بحقّ» [6] .

وبيّن (عليه السلام) اُسس التقييم الموضوعي لمن يريد إثبات صحة انتمائه للجماعة الصالحة. ومن هذه الاُسس عرض الإنسان نفسه علي كتاب الله.

قال (عليه السلام): «يا جابر واعلم بأ نّك لا تكون لنا وليّاً حتي لو اجتمع عليك أهل مصرك، وقالوا: انك رجل سوء لم يحزنك ذلك، ولو قالوا: انك رجل صالح لم يسرّك ذلك. ولكن اعرض نفسك علي كتاب الله ; فإن كنت سالكاً سبيله زاهداً في تزهيده راغباً في ترغيبه خائفاً من تخويفه فاثبت وأبشر، فإنه لا يضرّك ما قيل فيك. وان كنت مبائناً للقرآن فما الذي يغرك من نفسك؟!...» [7] .

والعلامة المميّزة لأفراد الجماعة الصالحة هي التزامهم بمبادئ القرآن الكريم وقيمه في مختلف مجالات الحياة الإسلامية، في العبادة والارتباط بالله تعالي، وفي العلاقات الاجتماعية، وقد بيّن ذلك بقوله(عليه السلام) ـ كما مرّ سابقاً ـ:

«فوالله ما شيعتنا إلاّ من اتّقي الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلاّ بالتواضع والتخشع والأمانة. وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة. والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء، وأهل المسكنة، والغارمين، والأيتام. وصدق الحديث وتلاوة القرآن. وكفّ الألسن عن الناس إلاّ من خير. وكانوا اُمناء عشائرهم في الأشياء» [8] .



[ صفحه 146]




پاورقي

[1] الكافي: 2 / 74.

[2] المصدر السابق: 2 / 73.

[3] تحف العقول: 220.

[4] بحار الأنوار: 65 / 168.

[5] بحار الأنوار: 65 / 189.

[6] الكافي: 2 / 234.

[7] تحف العقول: 206، مستدرك الوسائل: 1 / 460.

[8] الكافي: 2 / 74.