بازگشت

المرجعية العلمية


من الحقائق المشهورة عند المسلمين أنّ علياً (عليه السلام) أعلم الصحابة بكتاب الله وسنة رسوله (صلي الله عليه وآله)، وهو باب علم الرسول (صلي الله عليه وآله)، وقد علّم أبناءه ما تعلّمه من رسول الله (صلي الله عليه وآله) وكانوا يتوارثون العلم فيما بينهم، من هنا كان أهل البيت (عليهم السلام) أعلم الناس بالقرآن والسنّة، ولهذا أكّد الإمام الباقر (عليه السلام) علي مرجعية أهل البيت (عليهم السلام) العلمية، وبيّن أن علمهم موروث منذ آدم الي يومه هذا، فقال: «ان العلم الذي نزل مع آدم (عليه السلام) لم يرفع، والعلم يتوارث، وكان عليّ (عليه السلام) عالم هذه الاُمة، وانه لم يهلك منّا عالم قط إلاّ خلفه من أهله من علم مثل علمه، أو ما شاء الله» [1] .

وبيّن اختصاص أهل البيت (عليهم السلام) بعلم القرآن ظاهره وباطنه فقال: «ما يستطيع أحد ان يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه ظاهره وباطنه غير الاوصياء» [2] .

كما بيّن أنّ علمهم (عليهم السلام) علم صائب، فقال: «ليس عند أحد من الناس حقّ ولا صواب ولا أحد من الناس يقضي بقضاء حقّ إلاّ ما خرج منّا أهل البيت» [3] .

وقد أثبت الواقع أهليّتهم (عليهم السلام) للمرجعية العلمية العامّة للمسلمين جميعاً، فكانوا مقصد العلماء من جميع أمصار العالم الاسلامي.

وكان (عليه السلام) يحث الجماعة الصالحة علي الرجوع لأهل البيت الأطهار



[ صفحه 158]



تجسيداً لهذه المرجعية وتحصيناً لهم من الزيغ والانحراف [4] .

وكان أيضاً يرشد اصحابه الي مراجعة العلماء الذين أخذوا العلم من أهل البيت (عليهم السلام) واتقنوا فنونه واُسسه وقواعده [5] .


پاورقي

[1] المصدر السابق: 1 / 222.

[2] المصدر السابق: 1 / 228.

[3] المصدر السابق: 1 / 399.

[4] المحاسن: 213.

[5] بحار الانوار: 46 / 328.