بازگشت

المؤسسات الثقافية


كان للإمام الباقر (عليه السلام) دور كبير في توسيع المؤسسات الثقافية، فقد أسس عدة مدارس في أهم الامصار الإسلامية:

مدرسة المدينة: وكان يشرف عليها مباشرة، وينتقي منها الفقهاء ليواصلوا حمل العلم ونشره.

مدرسة الكوفة: وكان يشرف عليها من تتلمذ علي يديه، وتخرّج من مدرسته، وقد اثمرت هذه المدرسة في نشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) وارجاع الناس اليهم، حتي اعترف الحاكم الاُموي هشام بن عبدالملك بهذه الحقيقة، فقد أشار إلي الإمام (عليه السلام) قائلاً: هذا المفتون به أهل العراق [1] .

ولذا أمر الاُمويون بمنع أهل العراق من الالتقاء بالإمام (عليه السلام) [2] .

مدرسة قم: وكان يشرف عليها بعض من تتلّمذ علي يدي الإمام (عليه السلام)، وهي متفرعة من مدرسة الكوفة.

وتأثرت بمدرسة الكوفة وقم مدارس اُخري في الشرق الإسلامي، كمدرسة الري وخراسان [3] .



[ صفحه 159]



وهنالك مدارس جوّالة كان يؤسسها طلابه أينما حلّوا وهي محدودة بحدود عدد الأفراد المشرفين وبمقدار الاستجابة لهم من قبل الناس.

والمؤسسات الثقافية كان لها دور كبير في تخريج الفقهاء والمبلغين من مختلف الأمصار.

وكانت أساليب الإمام التثقيفية متنوعة، بعضها ذو طابع فردي والآخر ذو طابع جماعي. كما كان التثقيف يتم عن طريق التدريس، واُخري عن طريق الرسائل والوصايا.

ولم يكن تثقيفه وتعليمه مقتصراً علي الفقه والاُصول أو العلوم الدينية بشكل خاص، بل كان شاملاً لجميع العلوم المعروفة آنذاك [4] .


پاورقي

[1] مختصر تاريخ دمشق: 23 / 79.

[2] المصدر السابق: 23 / 83.

[3] دور أهل البيت (عليهم السلام) في بناء الجماعة الصالحة: 1 / 133.

[4] الإرشاد: 264.