بازگشت

اقامة الشعائر الحسينية


كان الإمام (عليه السلام) يقوم بنفسه باحياء الشعائر الحسينية، حيث كان يقيم مجالس العزاء في منزله، دون معارضة من قبل الحكّام الاُمويين لأنهم لا يستطيعون منع مجلس عزاء يقيمه الإمام (عليه السلام) علي جدِّه، ولأنهم كانوا



[ صفحه 160]



يحاولون إلقاء اللوم في قتل الحسين وأهل بيته وصحبه علي آل أبي سفيان.

وتجسّدت الشعائر الحسينية بالممارسات التالية:

1 ـ الحزن وإقامة مجالس العزاء: شجَّع الإمام علي البكاء لمصاب جدّه الإمام الحسين (عليهما السلام) وأهل بيته، والأبرار من صحابته من أجل أن تتجذّر الرابطة العاطفية به (عليه السلام) في المشاعر، وكان يقول: «من ذرفت عيناه علي مصاب الحسين ولو مثل البعوضة غفر الله له ذنوبه» [1] .

2 ـ الزيارة: حثّ الإمام الباقر (عليه السلام) علي زيارة قبر جدّه الإمام الحسين (عليه السلام) لتعميق الارتباط به شخصاً ومنهجاً، واستلهام روح الثورة منه، ومعاهدته علي الاستمرار علي نهجه.

وكان يؤكد لمحبّيه والمؤمنين بقيادته الاهتمام بها، ويقول: «مروا شيعتنا بزيارة الحسين بن علي، وزيارته مفروضة علي من أقرّ للحسين بالإمامة» [2] .

وأكّد (عليه السلام) علي لزوم اقتران حب أهل البيت (عليهم السلام) بزيارة قبر الحسين(عليه السلام) كما جاء في قوله: «من كان لنا محبّاً فليرغب في زيارة قبر الحسين(عليه السلام)، فمن كان للحسين زوّاراً عرفناه بالحب لنا أهل البيت» [3] .

3 ـ إنشاء الشعر: كما كان(عليه السلام) يشجع علي قول الشعر في الإمام الحسين (عليه السلام) وقد بذل من أمواله لنوادب يندبن بمني أيام الموسم [4] .

وقد أثمر هذا الحثّ إحياء روح الثورة والنهوض، حتي أن الثورات



[ صفحه 161]



التي انطلقت بعد عصر الإمام الباقر (عليه السلام) كانت تنطلق في عاشوراء ; إذ كان الثّوار يتزوّدون من قبره(عليه السلام) ثم ينطلقون بثورتهم وحركتهم المسلّحة غالباً.


پاورقي

[1] بحار الأنوار: 98 / 1.

[2] المصدر السابق: 44 / 293.

[3] المصدر السابق: 98 / 4.

[4] مقتل الحسين للمقرّم: 106.