بازگشت

احياء الإيمان بقضية الإمام المهدي


إن الصراع بين الإسلام والجاهلية، وبين الحق والباطل لا ينتهي ما دام كل منهما موجوداً وله كيان وقيادة وأنصار. ويستمر الصراع الي أن ينتصر الحق علي الباطل في نهاية الشوط. ويمثل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وثورته ضد الظلم العالمي الشامل آخر حلقة من حلقات الصراع المستمرة حيث يختفي الباطل ولا يبقي له كيان مستقل.

وانتظار الإمام المهدي الثائر (عليه السلام) هو حركة ايجابية وتعبير عن حيويّة الروح الثوريّة وهو يتطلّب تعبئة الافكار والطاقات للاشتراك في عملية الخلاص والانقاذ الشامل.

وقد أكّد جميع الائمة من أهل البيت (عليهم السلام) علي هذه الحقيقة لا سيّما الإمام الباقر(عليه السلام); وذلك لكي تتعمق هذه القضيّة الكبري في العقول والنفوس جميعاً.

قال (عليه السلام): «انّما نجومكم كنجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم حتي اذا أشرتم بأصابعكم، وملتم بحواجبكم غيَّب الله عنكم نجمكم واستوت بنو عبد المطّلب فلم يعرف أيٌّ من أيّ فإذا طلع نجمكم، فاحمدوا ربّكم» [1] .

واعتبر ثورة الإمام المهدي (عليه السلام) من الأمر الإلهي المحتوم، حين قال: «من المحتوم الّذي حتمه الله قيام قائمنا» [2] .



[ صفحه 162]



وقال (عليه السلام): «لا تزالوان تمدّون أعناقكم الي الرجل منّا تقولون هو هذا، فيذهب الله به، حتي يبعث الله لهذا الأمر من لا تدرون ولد أم لم يولد، خلق أو لم يخلق» [3] .

وكان يهيّء الاذهان للتعبئة الي ذلك اليوم ويقول: «إذا قام قائمنا وظهر مهديّنا كان الرجل أجرأ من ليث وأمضي من سنان» [4] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار: 51 / 138.

[2] المصدر السابق: 51 / 139.

[3] بحار الأنوار: 51 / 140.

[4] حلية الأولياء: 3 / 184.