بازگشت

الإمام الباقر وتشخيص هوية الجماعة الصالحة


اهتم الإمام الباقر (عليه السلام) بتشخيص هوية الجماعة الصالحة، وتمييزها عن غيرها من الهويات التي ترافق سائر الوجودات والكيانات والتيارات القائمة في الواقع.

وقد كان للجماعة الصالحة وجود مميّز من حيث الاسم والصفات ومن حيث الولاء والاقتداء، ومن حيث التقييم والدرجة والمرتبة من بين الدرجات والمراتب، فهي تنتمي الي الإسلام أولاً والي منهج أهل البيت ثانياً. وتشخيص الهوية له آثار ايجابية علي تجذر الانتماء وإدامته، وله آثار عملية علي الافكار والعواطف والممارسات السلوكية، حيث انها تتبع الانتماء، وتتحرك علي ضوء الاهداف المحدّدة للهوية المشخصة، ومن هذه الآثار:

1 ـ الشعور بالانتماء وهو أمر فطري يدفع الانسان للاعتزاز بانتمائه، لأنه يشعر بأن شخصيته ووجوده يحددها الانتماء والهوية الظاهرة.

2 ـ ان لتشخيص الهوية دوراً كبيراً من وحدة الاهداف ووحدة البرامج، ووحدة المصير، ووحدة المصالح، ولهذه الوحدة دور أساسي



[ صفحه 163]



في تحريك المنتمين الي العمل الجاد والحركة الدؤوبة لتحقيق الأهداف المنشودة والتضحية من أجلها.

3 ـ ان لتشخيص الهوية دوراً كبيراً في تعميق علاقات الاُخوة داخل الجماعة الصالحة، ودفعها نحو التآزر والتكاتف والتعاون من أجل رفع مستواها الفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، كما يمنحها القوة والمنعة والعزّة.

4 ـ إنّ تشخيص الهوية والشعور بالانتماء الموحد يدفع الحركة باتّجاه توسيع قاعدتها الشعبية علي أساس تقوية مظاهر الهوية في الواقع الموضوعي ويدفعها نحو التنافس المشروع مع الوجودات القائمة لربط بقية أفراد الاُمة بالمفاهيم والقيم الصالحة، وتجسيدها في الواقع.