بازگشت

منزلة الجماعة الصالحة


ذكر الإمام (عليه السلام) للجماعة الصالحة التي تحمل اسم شيعة أهل البيت (عليهم السلام) منزلة ومرتبة في كلتا الحياتين: الدنيا والآخرة.

1 ـ منزلة الجماعة الصالحة في الحياة الدنيا: ان الجماعة الصالحة مرّت بمراحل من التمحيص في داخل النفس وفي مكنون الضمير، وفي الواقع العملي، فخرجت مستقرة علي الحق، واتبعت منهج أهل البيت (عليهم السلام) في وقت كان فيه قادته مطاردين ملاحقين محاصرين من جهات شتي، واستقرارها علي الحق هذا جعل لها منزلة ومرتبة في دار الاختبار والامتحان، وقد أوضح الإمام (عليه السلام) هذه الفضيلة بقوله: «انّ الله عزّوجلّ أعطي المؤمن ثلاث خصال: العزّ في الدنيا والدين، والفلج في الآخرة، والمهابة في صدور العالمين» [1] .

ودخل الإمام المسجد الحرام فوجد فيه جماعة من أصحابه، فدنا منهم وسلَّم ثم قال لهم: «والله انّي لأحبُّ ريحكم وأرواحكم... انتم شُرط الله، وأنتم أعوان الله، وأنتم أنصار الله، وأنتم السابقون الأولوّن والسابقون الآخرون... قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ألا وإنّ لكل شيء شرفاً، وشرف الدين الشيعة، ألا وإنَّ لكل شيء عماداً وعماد الدين الشيعة، الا وإنّ لكل شيء سيداً وسيّد المجالس مجلس شيعتنا...» [2] .

والجماعة الصالحة هي المعيار العملي في الولاء لأهل البيت (عليهم السلام)



[ صفحه 168]



لقوله (عليه السلام): «كونوا النمرقة الوسطي يرجع اليكم الغالي ويلحق بكم التالي» [3] .

2 ـ منزلة الجماعة الصالحة في الحياة الآخرة: إنّ للجماعة الصالحة منزلة في الحياة الاُخري، لأنها اجتازت الامتحان الإلهي بنجاح، وثبتت علي المنهج الإلهي في جميع الأبعاد: في الفكر والعاطفة والسلوك، وبذلت الغالي والنفيس دفاعاً عن القيم الإسلامية الثابتة التي ارسي دعائمها القرآن ورسول الإسلام (صلي الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام).

ومن هذه المنازل والمراتب هي كرامتهم عند الله تعالي، قال الإمام الباقر (عليه السلام): «ان الله سبحانه يبعث شيعتنا يوم القيامة من قبورهم... ووجوههم كالقمر ليلة البدر، مسكنة روعاتهم، مستورة عوراتهم، قد اعطوا الأمن والأمان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، يحشرون علي نوق لها أجنحة من ذهب تتلألأ، قد ذلّلت من غير رياضة أعناقها من ياقوت أحمر، ألين من الحرير، لكرامتهم علي الله» [4] .

قال (عليه السلام): «وفي شيعة ولد فاطمة أنزل الله هذه الآية خاصة (قُل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) [5] » [6] .

وروي (عليه السلام) عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قوله: «انَّ علياً وشيعته هم الفائزون» [7] .

وهذه المنازل والمراتب سينالها أفراد الجماعة الصالحة المتّبعين منهج ائمتهم المطيعين لله تعالي إذ جسّدوا القيم الإلهية في واقع الحياة.



[ صفحه 169]




پاورقي

[1] بحار الأنوار: 65 / 16.

[2] بشارة المصطفي: 16.

[3] بحار الأنوار: 65 / 178.

[4] بشارة المصطفي: 55، 56.

[5] الزمر (39): 53.

[6] قرب الاسناد: 29.

[7] بحار الأنوار: 65 / 31.