بازگشت

الاسرة


الاسرة هي المؤسسة الاولي والاساسية من بين المؤسسات الاجتماعية المتعددة، وهي المسؤولة عن رفد المجتمع بالعناصر الصالحة، وهي نقطة البدء التي تزاول انشاء وتنشئة العنصر الانساني. وقد وضع القواعد الأساسية



[ صفحه 191]



في تنظيمها وضبط شؤونها، ابتداءاً باختيار شريك الحياة المناسب علي أساس التديّن وحسن الخلق والانحدار من اسرة صالحة، كما وضع برنامجاً للحقوق والواجبات علي كل من الزوجين، ومراعاتهما من قبلهما كفيل بإشاعة الاستقرار والطمأنينة في أجواء الاسرة.

فقد روي عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) حق الزوج علي الزوجة بقوله: «أن تطيعه ولا تعصيه، ولا تتصدق من بيتها بشيء إلاّ بإذنه، ولا تصوم تطوعاً إلاّ بإذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت علي ظهر قتب، ولا تخرج من بيتها إلاّ بإذنه...» [1] .

وقال (عليه السلام): «جهاد المرأة حسن التبعل» [2] .

ودعا إلي تحمّل أذي الزوج من أجل إدامة العلاقة الزوجية، وعدم تفكّك الاُسرة من خلال عدم مقابلة الأذي بأذي، بقوله (عليه السلام): «وجهاد المرأة أن تصبر علي ما تري من أذي زوجها وغيرته» [3] .

ووضع الإمام (عليه السلام) واجبات علي الزوج اتجاه زوجته، وهو مسؤول عن تنفيذها لكي يتعمق الودّ بينهما، ويكون الاستقرار والهدوء هو السائد في أجواء الاسرة، ومن هذه الحقوق، الاطعام وما تحتاجه من ثياب، قال (عليه السلام): «من كانت عنده امرأة فلم يكسها ما يواري عورتها ويطعمها ما يقيم صلبها كان حقاً علي الإمام أن يفرّق بينهما» [4] .

وأكّد علـي الاهتمام بالزوجة ومراعاتها، فقد روي عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قوله: «أوصاني جبرئيل بالمرأة حتي ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلاّ من



[ صفحه 192]



فاحشة بيّنة» [5] .

وحثّ علي تحمل الأذي من المرأة، وعدم مقابلة الأذي بالأذي لأن ذلك يؤدي إلي تردّي العلاقات وتشنجها، فقال (عليه السلام): «من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة أعتق الله رقبته من النار وأوجب له الجنة...» [6] .

وقد كان (عليه السلام) اُسوة في تحمل الأذي، حتي قال الإمام الصادق (عليه السلام): «كانت لأبي امرأة وكانت تؤذيه وكان يغفر لها» [7] .

ووضع (عليه السلام) منهجاً للحقوق والواجبات بين الأبناء ووالديهم، فالواجب علي الوالدين تربية أولادهم علي المفاهيم والقيم الإسلامية [8] وابعادهم عن الانحرافات بمختلف الوانها [9] .

ووضع (عليه السلام) برنامجاً للتربية في مختلف مراحل حياة الاطفال ابتداءاً بالطفولة المبكرة حتي بلوغ وسن التكليف والرشد [10] .

وحثّ (عليه السلام) علي التعامل المتوازن مع الاطفال فقال (عليه السلام): «شرّ الآباء من دعاه التقصير الي العقوق وشرّ الآباء من دعاه البر الي الافراط» [11] .

وأمر (عليه السلام) ببرّ الوالدين، فقال: «ثلاثة لم يجعل الله عزّوجلّ فيهنّ رخصة: أداء الأمانة الي البرّ والفاجر، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين» [12] .



[ صفحه 193]



وكانت أوامره مؤكدة علي برّ الوالدين وان كانا منحرفين أو فاجرين وذلك لحقوقهما علي الابن.

ونهي عن العقوق مهما كانت الظروف، وان كان الوالدان مسيئين للأبناء، فقد روي عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قوله: «اياكم وعقوق الوالدين، فإنّ ريح الجنّة توجد من مسيرة ألف عام، ولا يجدها عاقّ...» [13] .


پاورقي

[1] مكارم الأخلاق: 214.

[2] من لا يحضره الفقيه: 3 / 278.

[3] مكارم الاخلاق: 215.

[4] المصدر السابق: 217.

[5] مكارم الأخلاق: 216.

[6] المصدر السابق: 216.

[7] من لا يحضره الفقيه: 3 / 279.

[8] مكارم الاخلاق: 222.

[9] المصدر السابق: 223.

[10] مراجعة كتاب: تربية الطفل في الإسلام، اصدار مركز الرسالة.

[11] تاريخ اليعقوبي: 2 / 320.

[12] الكافي: 2 / 162.

[13] الكافي: 2 / 349.