بازگشت

اغتيال الإمام محمد الباقر واستشهاده


ولم يمت الإمام أبو جعفر (عليه السلام) حتف أنفه، وإنما اغتالته بالسم أيد اُمويّة أثيمة لا تؤمن بالله، ولا باليوم الآخر، وقد اختلف المؤرخون في الأثيم الذي أقدم علي اقتراف هذه الجريمة.

فمنهم من قال: إن هشام بن الحكم هو الذي أقدم علي اغتيال الإمام فدسّ اليه السم [1] والأرجح هو هذا القول لأن هشاماً كان حاقداً علي آل النبي بشدة وكانت نفسه مترعة بالبغض لهم وهو الذي دفع بالشهيد العظيم زيد بن علي (عليه السلام) الي إعلان الثورة عليه حينما استهان به، وقابله بمزيد من الجفاء، والتحقير. ومن المؤكد أن الإمام العظيم أبا جعفر قد أقضّ مضجع هذا الطاغية، وذلك لذيوع فضله وانتشار علمه، وتحدث المسلمين عن مواهبه، ومن هنا أقدم علي اغتياله ليتخلص منه.

ومنهم من قال: إنّ الذي أقدم علي سم الإمام هو ابراهيم بن الوليد [2] .

ويري السيد ابن طاووس أنّ إبراهيم بن الوليد قد شرك في دم



[ صفحه 208]



الإمام(عليه السلام) [3] ومعني ذلك أن إبراهيم لم ينفرد وحده باغتيال الإمام(عليه السلام) وإنما كان مع غيره.

وأهملت بعض المصادر اسم الشخص الذي اغتال الإمام (عليه السلام) واكتفت بالقول إنه مات مسموماً [4] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار: 46 / 312.

[2] أخبار الدول: 111.

[3] بحار الأنوار: 46 / 216.

[4] نور الأبصار: 131، الأئمة الاثني عشر لابن طولون: 281.