بازگشت

تعزية المسلمين للإمام الصادق


هرع المسلمون وقد قطع الحزن قلوبهم الي الإمام الصادق (عليه السلام) وهم يعزونه بمصابه الأليم، ويشاركونه اللوعة والأسي بفقد أبيه، وممن وفد عليه يعزيه سالم بن أبي حفصة، قال: لما توفي أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)



[ صفحه 212]



قلت لأصحابي انتظروني حتي أدخل علي أبي عبدالله جعفر بن محمد فأعزيه به، فدخلت عليه فعزيته، وقلت له: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب والله من كان يقول رسول الله (صلي الله عليه وآله): فلا يسأل عمن بينه وبين رسول الله (صلي الله عليه وآله) والله لا يري مثله أبداً قال: وسكت الإمام أبو عبدالله (عليه السلام) ساعة، ثم التفت الي أصحابه فقال لهم: قال الله تعالي: «إن من عبادي من يتصدق بشق من تمرة فاربيها له، كما يربي أحدكم فلوه» [1] .

وخرج سالم وهو منبهر فالتفت الي أصحابه قائلاً: ما رأيت أعجب من هذا!! كنا نستعظم قول أبي جعفر (عليه السلام) قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) بلا واسطة، فقال لي أبو عبدالله (عليه السلام) قال الله بلا واسطة [2] .



[ صفحه 213]




پاورقي

[1] الفلو بفتح الفاء، وضم اللام وتشديد الواو ـ المهر الصغير، والاثني فلوة، والجمع أفلا.

[2] أمالي الشيخ الطوسي: 125، راجع حياة الإمام محمد الباقر لفضيلة الشيخ باقر شريف القرشي: 2 / 386 ـ 395.