بازگشت

التراث الحديثي للإمام الباقر


يعدّ الحديث النبوي الشريف المصدر الثاني من مصادر التشريع الاسلامي بعد القرآن الكريم، وله أهميته البالغة ودوره الكبير في بناء الصرح الثقافي للاُمة الإسلامية بشكل عام وبناء الصرح الفقهي والتشريع العملي للحياة الانسانية بشكل خاص.

وقد زاد من اهتمام أهل البيت(عليهم السلام) بنشر سنّة رسول الله وتبليغها ما واجهه الحديث النبوي الشريف من مآسي الدس والتزوير والوضع والتضييع خلال فترة منع الخلفاء من تدوينه وكتابته بل التحديث به في بعض الأحيان.

واعتني الإمام الباقر (عليه السلام) بشكل خاص بحديث الرسول(عليه السلام) حتي روي عنه جابر بن يزيد الجعفي سبعين ألف حديث [1] ، كما روي عنه أبان بن تغلب وغيره من تلامذته وأصحابه مجموعة كبيرة من هذا التراث الضخم.

ولم يكتف الإمام بنقل الحديث ونشره بل دعا الي الاهتمام بفهم الحديث والوقوف علي معطياته، حتي جعل المقياس في فضل الراوي هو فهم الحديث ودرايته بمعانيه وأسراره.

روي يزيد الرزّاز عن أبيه عن أبي عبدالله الصادق عن أبيه الباقر(عليهما السلام) أنه قال له: «اعرف منازل الشيعة علي قدر رواياتهم ومعرفتهم; فإن المعرفة هي الدراية للرواية، وبالدراية للرواية يعلو المؤمن الي أقصي درجات الإيمان» [2] .

وقد عرضنا نماذج من رواياته عن جدّه رسول الله(صلي الله عليه وآله) فيما مرّ من بحوث سابقة فراجع [3] .



[ صفحه 220]




پاورقي

[1] اُصول الكافي: 1 / 140، وراجع مقدمة صحيح مسلم.

[2] حياة الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، للاستاذ باقر شريف القرشي: 140 ـ 141 عن ناسخ التواريخ: 2 / 219.

[3] الخصال: ص4.