بازگشت

ازلية واجب الوجود


سأله رجل فقال له: أخبرني عن ربك متي كان؟ فأجابه الإمام(عليه السلام):

«ويلك! إنما يقال لشيء لم يكن، متي كان؟ إن ربي تبارك وتعالي كان ولم يزل حياً بلا كيف، ولم يكن له كان، ولا كان لكونه كون. كيف! ولا كان له أين، ولا كان في شيء، ولا كان علي شيء، ولا ابتدع لمكانه مكاناً، ولا قوي بعدما كوّن الأشياء، ولا كان ضعيفاً قبل أن يكوّن شيئاً، ولا كان مستوحشاً قبل أن يبتدع شيئاً، ولا يشبه شيئاً مذكوراً، ولا كان خلواً من الملك قبل انشاءه، ولا يكون منه خلواً بعد ذهابه، لم يزل حياً بلا حياة، وملكاً قادراً قبل أن ينشيء شيئاً، وملكاً جباراً بعد انشاءه للكون، فليس لكونه كيف ولا له أين، ولا له حد، ولا يعرف بشيء يشبهه، ولا يهرم لطول البقاء، ولا يصعق [1] لشيء، بل لخوفه تصعق الأشياء كلها. كان حياً بلا حياة حادثة، ولا كون موصوف ولا كيف محدود، ولا أين موقوف عليه، ولا مكان جاور شيئاً، بل حي يعرف، وملك لم يزل له القدرة والملك، أنشأ ما شاء حين شاء بمشيئته، لا يحد ولا يبعض، ولا يفني، كان أولاً بلا كيف، ويكون آخراً بلا أين، وكل شيء هالك إلاّ وجهه، له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين.

ويلك أيّها السائل!! إن ربي لا تغشاه الأوهام، ولا تنزل به الشبهات، ولا يحار، ولا يجاوزه شيء، ولا تنزل به الاحداث، ولا يسأل عن شيء، ولا يندم علي شيء، ولا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما، وما تحت الثري» [2] .



[ صفحه 222]




پاورقي

[1] يصعق: أي يهلك، ويضعف.

[2] اُصول الكافي: 1 / 88 ـ 89.