بازگشت

مسيرة خالد الي بني جذيمة


وروي ابن هشام بسنده عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام): ان رسول الله (صلي الله عليه وآله) بعث خالد بن الوليد الي بني جذيمة حين فتح مكة داعياً الي الله، ولم يبعثه مقاتلاً إلاّ أنّ خالداً أغار عليهم فأوجسوا منه خيفة فبادروا الي أسلحتهم فحملوها، فلما رأي خالد ذلك قال لهم: ضعوا السلاح، فإن الناس قد أسلموا،



[ صفحه 226]



ووثقوا بقوله، فوضعوا سلاحهم، إلاّ أ نّه غدر بهم، فأمر بتكتيفهم ثم عرضهم علي السيف، فقتل منهم من قتل، ولما انتهي خبرهم الي النبي (صلي الله عليه وآله) بلغ به الحزن أقصاه ورفع يديه بالدعاء، وقال:

«اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد». ودعا النبي (صلي الله عليه وآله) الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: «اخرج الي هؤلاء القوم، فانظر في أمرهم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك».

وخرج عليّ (عليه السلام) حتي جاءهم، ومعه مال، فَودي لهم الدماء، وما اُصيب لهم من الأموال، حتي انه ليدي ميلغة الكلب [1] حتي إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلاّ ودّاه، وبقيت معه بقية من المال، فقال لهم عليّ: هل بقي لكم بقية من دم أو مال لم يؤدَّ لكم؟ قالوا: لا. قال: فإني اُعطيكم هذه البقية من هذا المال، احتياطاً لرسول الله (صلي الله عليه وآله) مما يعلم ولا تعلمون، فأعطاهم ثم رجع الي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فأخبره الخبر، فقال (صلي الله عليه وآله): أصبت وأحسنت، وقام رسول الله (صلي الله عليه وآله) فاستقبل القبلة شاهراً يديه، حتي كان يري ما تحت منكبيه، وهو يقول: «اللهم إني ابرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد» وكرر ذلك ثلاث مرات [2] .

هذه بعض رواياته عن السيرة النبوية المباركة، وقد آثرنا الايجاز والإشارة فحسب.



[ صفحه 227]




پاورقي

[1] الميلغة: الاناء يلغ فيه الكلب أو يسقي فيه. فقد أعطي عليٌّ (عليه السلام) ديته.

[2] السيرة النبوية لابن هشام: 2 / 429 ـ 430.