بازگشت

عبادته


حياة الأئمة عليهم السلام حلقات متصلة في العبادة و هي كلها لله و في الله، فهم ان فرغوا من صلاة بدأوا بالدعاء، و ان انتهوا من ورد صاروا الي ذكر، و ليس العجب في ذلك، بل العجب في أن عبادتهم عليهم السلام هي جانب واحد من جوانب حياتهم المتعددة، فهناك مدارسهم القائمة، و محافلهم العلمية، التي عن طريقهما امتدوا بالاسلام، و نشروا تعاليمه، الي جوانب أخري لهم في توجيه الأمة، و اصلاح المجتمع.

نذكر بعض ما ورد في عبادته عليه السلام:

1 - قال الامام الصادق عليه السلام: كان أبي كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه و أنه ليذكر الله، و أأكل معه الطعام و أنه ليذكر الله، و لقد كان يحدث القوم و ما يشغله ذلك عن ذكر الله، و كنت أري لسانه لازقا بحنكه يقول: لا اله الا الله، و كان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتي تطلع الشمس، و يأمر بالقراءة من كان يقرأ منا، و من كان لا يقرأ أمره بالذكر [1] .

2 - قال أفلح - مولي الامام عليه السلام - خرجت مع محمد بن علي حاجا، فلما دخل المسجد نظر الي البيت فبكي حتي علا صوته، فقلت: بأبي و أمي ان الناس ينظرون اليك فلو رفقت بصوتك قليلا.

فقال لي: ويحك يا أفلح و لم لا أبكي، لعل الله ينظر الي برحمة فأفوز بها عنده غدا.



[ صفحه 342]



ثم طاف بالبيت ثم جاء حتي ركع عند المقام، فرفع رأسه من سجوده فاذا موضع سجوده مبتل من دموع عينيه [2] .

3 - قال الامام الصادق عليه السلام: كان أبي يقول في جوف الليل في تضرعه: أمرتني فلم أئتمر، و نهيتني فلم أنزجر، فها أنا عبدك بين يديك و لا أعتذر [3] .

4 - كان يصلي في اليوم و الليلة مائة و خمسين ركعة [4] .



[ صفحه 343]




پاورقي

[1] أعيان الشيعة 4 ق 2 / 48.

[2] مطالب السؤول 2 / 52. كشف الغمة 211. نور الأبصار 207. الفصول المهمة 197. صفة الصفوة 2 / 62.

[3] صفة الصفوة 2 / 62. الفصول المهمة 194 نور الأبصار 130. كشف الغمة 211.

[4] المشرع الروي ص 37.