بازگشت

سيرته


لو أخذ المسلمون سيرة الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم و الأئمة من أهل بيته عليهم السلام للعمل و التطبيق لحصلوا علي أعظم مكسب في حقل التوجيه و الأخلاق، و لسادوا الأمم و لامتدوا بالاسلام في أرجاء المعمورة، و لحققوا أعظم انتصار في الحقل الداخلي و الخارجي، فالبشرية لم تعهد بقادتها و موجهيها و علمائها و مفكريها علي مر العصور و الأجيال بمثل هذه السير الغراء [1] و عسي أن يرعوي المسلمون و يعودوا للطريق فيأخذوا من هذا المعين الصافي، و المنبع العذب.

و في هذه الصفحات مختارات من سيرة الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام:

1 - كان عليه السلام اذا رأي مبتلي أخفي الاستعاذة [2] .

2 - قال محمد بن المنكدر: رأيت محمد بن علي فأردت أن أعظه فوعظني.

فقال له أصحابه: بأي شي ء وعظك؟

قال: خرجت الي بعض نواحي المدينة في ساعة حارة، فلقيت محمد بن علي و كان رجلا بدينا، و هو متكي ء علي غلامين له أسودين، فقلت في نفسي: شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة علي هذه الحالة في طلب الدنيا، أشهد لأعظنه، فدنوت منه فسلمت عليه، فسلم علي وقد تصبب عرقا، فقلت: أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة علي هذه الحال في طلب الدنيا، لو جاءك الموت و أنت علي هذه الحال؟



[ صفحه 344]



قال: فخلي عن الغلامين من يده ثم تساند و قال: لو جاءني والله الموت و أنا في هذه الحال و أنا في طاعة من طاعات الله، أكف بها نفسي عنك و عن الناس، و انما كنت أخاف الموت لو جاءني علي معصية من معاصي الله.

فقلت: رحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني [3] .

3 - قال الامام الصادق عليه السلام: كان أبي عليه السلام أقل أهل بيته مالا، و أعظمهم مؤونة، و كان يتصدق كل جمعة بدينار، و كان يقول: الصدقة يوم الجمعة تضاعف لفضل الجمعة علي غيره من الأيام [4] .

4 - كان اذا ضحك قال: اللهم لا تمقتني [5] .

5 - ان قوما أتوا أباجعفر فوافقوا له صبيا مريضا، فرأوا منه اهتماما و غما، و جعل لا يقر، فقالوا لئن أصابه شي ء انا لنتخوف أن نري فيه ما نكره، فما لبثوا أن سمعوا الصياح عليه، فاذا هو قد خرج عليهم منبسط الوجه، في غير الحال التي كان عليها.

فقالوا له: جعلنا فداك لقد كنا نخاف مما نري منك أن لو وقع أن نري منك ما يغمنا.

فقال عليه السلام: انا لنحب أن نعافي فيمن نحب، فاذا جاء أمر الله سلمنا فيما أحب [6] .

6 - قال أبوعبدالله عليه السلام: أعتق أبوجعفر عليه السلام من غلمانه عند موته شرارهم، و أمسك خيارهم فقلت: يا أبت تعتق هؤلاء و تمسك هؤلاء؟!

فقال: انهما أصابوا مني ضربا، فيكون هذا بهذا [7] .

7 - كان عليه السلام لا يسمع من داره يا سائل بورك فيك، ولا يا سائل خذ هذا، و كان عليه السلام يقول: سموهم بأحسن أسمائهم [8] .



[ صفحه 345]




پاورقي

[1] أنظر كتابنا (سيرة الأئمة) اصدار منابع الثقافة الاسلامية - كربلاء.

[2] كشف الغمة ص 221.

[3] الفصول المهمة 196. كشف الغمة 213.

[4] ثواب الأعمال 185.

[5] مطالب السؤول 2 / 52، كشف الغمة 211.

[6] بحارالأنوار 11 / 86.

[7] الدمعة الساكبة 415.

[8] الدمعة الساكبة 416.