شعره
سبق منا القول في حياة الأئمة عليهم السلام، و أنها حلقات متواصلة في اصلاح المسلمين، حافلة بالتوجيه و الارشاد، و أنهم عليهم السلام يسلكون كل السبل للتوعية فمرة بالخطب، و أخري بالوصايا، و ثالثة بالقاء الدروس و رابعة بنثر درر الحكم و المعارف، و الشعر ديوان العرب و فاكهة المجالس، و أنيس النفوس، يستريح الانسان باستماعه، و يأنس بانسياقه، و جريا مع الناس في هذا الاتجاه جاء شعر الأئمة عليهم السلام، جاء متمشيا مع اتجاههم في الدعوة الي الخير، و الحث علي الفضيلة، و الأمر بمكارم الأخلاق.
و في الوقت الذي يحفظ لنا التاريخ هذا اللون من شعر الأئمة عليهم السلام، يحفظ لغيرهم ما قالوه في الغزل و التشبيب و المجون و التعريض بالناس، و هذا وحده كاف للفرق و بين الأئمة عليهم السلام و غيرهم.
نذكر بعض ما ورد من شعره عليه السلام:
1 - قال عليه السلام في أهل البيت:
فنحن علي الحوض ذواده
نذود و يسعد وراده
فما فاز من فاز الا بنا
و ما خاب من حبنا زاده
فمن سرنا نال منا السرور
و من ساءنا ساء ميلاده
و من كان غاصبنا حقنا
فيوم القيامة ميعاده [1] .
[ صفحه 379]
2 - و له عليه السلام في العجب:
عجبت من معجب بصورته
و كان من قبل نطفة مذرة
و في غد بعد خسف صورته
يصير في القبر جيفة قذرة
و هو علي عجبه و نخوته
ما بين جنبيه يحمل العذرة [2] .
3 - و له عليه السلام مخاطبا العصاة:
تعصي الاله و أنت تظهر حبه
هذا لعمرك في الفعال بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته
ان المحب لمن أحب مطيع [3] .
4 - و نقش علي خاتمه:
ظني بالله حسن
و بالنبي المؤتمن
و بالوصي ذي المنن
و بالحسين و الحسن [4] .
[ صفحه 380]
پاورقي
[1] كشف الغمة 218 بحارالأنوار: 11 / 77. و نسبها بعضهم للامام زين العابدين عليه السلام.
[2] أعيان الشيعة، 4 ق: 2 / 80.
[3] تحف العقول، 214.
[4] الدمعة الساكبة، 402.