بازگشت

يوم خير و زيارة


كان الابن الأكبر مع أبيه هذا اليوم منذ أن خرج الأب من المنزل بعد الظهر، و كانت لهما جولة في العتبات المقدسة في كربلاء و الكوفة و النجف، زارا خلالها الامام الحسين بن علي عليهماالسلام و الشهداء الذين استشهدوا معه، و أمضوا وقتا ليس قليلا عند ضريح العباس بن علي عليهماالسلام، قرأوا فيه القرآن الكريم، و صلوا ما شاء الله لهم أن يصلوا، و أحسوا خلال زيارتهم لمراقد شهداء كربلاء بأن هما كبيرا قد أزيح عن صدورهم، و أنهم قد ملئوا نشاطا لم يعهدوه فيهم من قبل.

ثم خرجوا من كربلاء متوجهين الي النجف الأشرف، و ما هي الا ساعة أو بعض الساعة حتي وجدوا أنفسهم في مدينتهم، فقال الابن الأكبر لأبيه: ما رأيك يا أبي لو نذهب الي الكوفة لزيارة مسلم بن عقيل و هاني ء بن عروة و نصلي في مسجد الكوفة ركعتان.

حبذ الأب اقتراح ابنه، فتوجهوا نحو الكوفة، و كما هو معلوم أن الكوفة لا تبعد عن النجف سوي دقائق معدودة لا تتجاوز العشرة بأي حال من الأحوال، و نزلا أمام المسجد فقال الأب لولده: هذا



[ صفحه 180]



هو المسجد الذي كان أميرالمؤمنين عليه السلام يصلي فيه أيام تواجده في الكوفة.

فقال الابن الأكبر: أتعني أيام خلافته يا أبي؟

فقال الأب: نعم يا ولدي، فأمير المؤمنين عليه السلام لم يأت الكوفة الا في خلافته، حيث جعل من الكوفة مركزا للخلافة بعد أن كانت المدينة المنورة.

فقال الابن الأكبر: و في هذا المسجد اغتال عبدالرحمن بن ملجم، أميرالمؤمنين عليه السلام، فقال الأب: نعم يا ولدي.

ثم أشار الأب بيده الي المقام الذي اغتيل فيه الامام عليه السلام، و هو يقول: و هنا اغتيل أميرالمؤمنين عليه السلام.

دخل الأب و ابنه المقام، و قد بدا فيه المنبر الكبير الذي كان منبر أميرالمؤمنين عليه السلام في محله أيام خلافته، و الذي كان عليه السلام يصعده ليخطب في المسلمين، و كان بجانب المنبر، الموضع الذي كان أميرالمؤمنين عليه السلام قد اعتاد الوقوف فيه مصليا بالمسلمين، و الذي اغتيل فيه، فقال الأب لابنه: هنا يا ولدي ضرب الشقي ابن ملجم المرادي، سيد الخلق بعد الأنبياء و الرسل، و هنا سال دمه الشريف...

و بكي الأب و ابنه علي تلك الفاجعة قليلا، ثم صليا في الموضع ما شاء لهما الله أن يصليا، و خرجا من المقام و لم ينبسا بكلمة، اذ كان يكفي كل منهما ما كان يتحدث به مع نفسه، و ما يصور في مخيلته من أحداث ذلك اليوم الرهيب.

ثم توجها الي مقام رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم في المسجد، فصلي كل



[ صفحه 181]



منهما ركعتان، و توجها بعدها الي الجانب الشرقي من المسجد حيث الباب المؤدية الي ضريح مسلم بن عقيل بن أبي طالب عليه السلام، سفير الامام الحسين عليه السلام الي أهل الكوفة.

فدخلا هناك، و طافا بالقبر الشريف، و صليا، ثم توجها ناحية الجنوب حيث دفن المختار بن عبيد، الثائر علي الدولة الأموية، و الذي أخذ بالثأر من قاتلي الامام الحسين عليه السلام، و صلي كل منهما ركعتان.

ثم توجها ناحية هاني ء بن عروة، حيث كان ضريحه شمال ضريح مسلم و مقابل له، فسلما علي الشهيد المواسي، و الصادق الوفي الصابر، و صليا عنده، ثم خرجا يقصدان النجف الأشرف.

و بينما هما في طريقهما الي النجف، اذ قال الأب لابنه: ما رأيك لو ذهبنا لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام.

فابتسم الابن فرحا، و قال: نعم يا أبي، لنذهب لزيارة سيدنا أميرالمؤمنين عليه السلام، ثم تابع الابن حديثه لأبيه و قال: منذ أن توجهنا الي كربلاء، كنت قد حدثت نفسي و قلت: ان هذا اليوم مبارك ان شاء الله، و ها نحن قد نعمنا بزيارة الامام الحسين عليه السلام و أخيه العباس عليه السلام و الشهداء الذين استشهدوا معهم، و زرنا مسلم بن عقيل عليه السلام و هاني ء بن عروة و المختار، و سنزور ان شاء الله تعالي أميرالمؤمنين عليه السلام، فأي بركة هذه يا أبي التي رزقنا الله تعالي اياها في هذا اليوم الكريم.

فابتسم الأب و قال: الحمد لله علي نعمه و أفضاله، و الصلاة و السلام علي محمد و علي آله، ان الله تعالي هو الرزاق يا ولدي، و ما رزقنا اليوم هو خير لنا في الدنيا و الآخرة ان شاء الله.



[ صفحه 182]



و ما هي الا دقائق، و اذا بهما يدخلان الصحن الحيدري الشريف، فوقفا قليلا و سلم الأب علي أميرالمؤمنين عليه السلام و قال و هو يضع يده اليمني علي صدره و قد أحني برأسه اجلالا و توقيرا لأميرالمؤمنين: السلام عليك سيد و مولاي يا أميرالمؤمنين و رحمة الله و بركاته.

و فعل الابن الأكبر كفعل أبيه، و قال مثل قوله.

و تقدم الأب و ابنه بكل أدب و خشوع ناحية المرقد الشريف، و هما في طريقهما قال الأب لابنه: سنزور مولانا و امامنا أميرالمؤمنين عليه السلام بالزيارة التي رويت عن جابر عن الامام الباقر عليه السلام، و التي زار بها الامام زين العابدين عليه السلام: أميرالمؤمنين عليه السلام.

فقال الابن الأكبر و قد بدا علي وجهه الخوف و الخشوع: نعم يا أبي.

كان الأب و ابنه و صلا عند القبر الشريف، فقال الأب بصوت يسمعه ابنه:

السلام عليك يا أمين الله في أرضه، و حجته علي عباده.

السلام عليك يا أميرالمؤمنين، أشهد انك جاهدت في الله حق جهاده، و عملت بكتابه، و اتبعت سنن نبيه، صلي الله عليه وآله، حتي دعاك الله الي جواره، فقبضك اليه باختياره، و ألزم أعداءك الحجة، مع ما لك من الحجج البالغة علي جميع خلقه.

اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، مولعة بذكرك و دعائك، محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك و سمائك، صابرة علي نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك، ذاكرة لسوابغ آلائك، مشتاقة



[ صفحه 183]



الي فرحة لقائك، متزودة التقوي ليوم جزائك، مستنة بسنن أوليائك، مفارقة لأخلاف أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك و ثنائك.

ثم وضع الأب خده الأيمن علي القبر و قال:

اللهم ان قلوب المخبتين اليك والهة، و سبل الراغبين اليك شارعة، و أعلام القاصدين اليك واضحة، و أفئدة العارفين منك فازعة، و أصوات الداعين اليك صاعدة، و أبواب الاجابة لهم مفتحة، و دعوة من ناجاك مستجابة، و توبة من أناب اليك صاعدة، و عبرة من بكي من خوفك مرحومة، و الاغاثة لمن استغاث بك موجودة (مبذولة)، و الاعانة لمن استعان بك مبذولة (موجودة)، و عداتك لعبادك منجزة، و زلل من استقالك مقالة، و أعمال العاملين لديك محفوظة، و أرزاقك الي الخلائق من لدنك نازلة، و عوائد المزيد اليهم واصلة، و ذنوب المستغفرين مغفورة، و حوائج خلقك عندك مقضية، و جوائز السائلين عندك موفرة، و عوائد المزيد متواترة، و موائد المستطعمين معدة، و مناهل الظماء (لديك) مترعة.

اللهم فاستجب دعائي، و أقبل ثنائي، و اجمع بيني و بين أوليائي، بحق محمد و علي، و فاطمة و الحسن و الحسين، و التسعة المعصومين من ذرية الحسين، انك ولي نعمائي، و منتهي مناي، و غاية رجائي، في منقلبي و مثواي.

أنت الهي و سيدي و مولاي، اغفر لأوليائنا، و كف عنا أعداءنا، و اشغلهم عن آذانا، و اظهر كلمة الحق و اجعلها العليا، و ادحض كلمة الباطل و اجعلها السفلي، انك علي كل شي ء قدير.

ثم قبل الأب الضريح المبارك الذي حوي بين طيات ترابه أطهر المسلمين بعد رسول الله محمد صلي الله عليه وآله و سلم، أميرالمؤمنين و سيد



[ صفحه 184]



الوصيين و الأخ المواسي، و الربيب الوفي، سيف الله، و يد رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم التي تهوي علي وجوه المشركين و الملحدين، علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب عليه السلام.

ثم انحاز الأب جانبا و ابنه يتبعه، و صليا ما شاء الله لهما، و ما أن انتهي الأب من صلاته و ابنه أيضا، قال الأب لابنه: لقد روي عن الامام الباقر عليه السلام قال: ذهبت مع أبي الي زيارة قبر جدي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف، فوقف أبي عند القبر المطهر، و بكي، و قال:

السلام علي أبي الأئمة، و خليل النبوة، و المخصوص بالأخوة.

السلام علي يعسوب الايمان، و ميزان الأعمال، و سيف ذي الجلال.

السلام علي صالح المؤمنين، و وارث علم النبيين، الحاكم في يوم الدين.

السلام علي شجرة التقوي.

السلام علي حجة الله البالغة، و نعمته السابغة، و نقمته الدامغة.

السلام علي الصراط الواضح، و النجم اللائح، و الامام الناصح، و رحمة الله و بركاته.

ثم قام الأب و صلي ركعتين لله تعالي، و فعل الابن كذلك، و ما أن أنهيا صلاتهما قال الابن لأبيه: و هل هذه هي الزيارة الوحيدة التي رويت عن الامام الباقر عليه السلام أم أن هناك غيرها رويت عنه عليه السلام؟

الأب: لا يا ولدي، لم تكن هذه هي الوحيدة التي رويت عنه عليه السلام، و انما كان هناك غيرها.



[ صفحه 185]



الابن الأكبر: و ما روي عنه أيضا يا أبي؟

الأب: روي محمد بن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن أبيه عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال: من زار الحسين بن علي عليه السلام في يوم عاشوراء من المحرم، يظل عنده باكيا، لقي الله عزوجل يوم يلقاه بثواب ألفي حجة، و ألفي عمرة، و ألفي غزوة، كثواب من حج و اعتمر و غزا مع رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم، و مع الأئمة الراشدين.

قال: قلت: جعلت فداك، فما لمن كان في بعيد من البلاد و أقاصيها، و لم يمكنه المسير اليه في ذلك اليوم؟ قال عليه السلام: اذا كان كذلك، برز الي الصحراء، أو صعد سطحا مرتفعا في داره، و أومأ اليه بالسلام، و اجتهد في الدعاء علي قاتليه، و صلي من بعد ركعتين، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس، ثم يندب الحسين عليه السلام و يبكيه، و يأمر من في داره، ممن لا يتقيه بالبكاء عليه، و يقيم في داره المصيبة، باظهار الجزع عليه، وليعز فيها بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين عليه السلام، و أنا ضامن أن فعلوا ذلك، جميع ذلك.

قلت: جعلت فداك، أنت الضامن ذلك لهم و الزعيم؟ قال عليه السلام: أنا الضامن، و أنا الزعيم لمن فعل ذلك، قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضا؟ قال عليه السلام: يقولون: أعظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام، و جعلنا و اياكم من الطالبين بثاره مع وليه الامام المهدي من آل محمد عليهم السلام.

الابن الأكبر: و بماذا ندعو عند زيارتنا للامام الحسين عليه السلام يا أبي؟



[ صفحه 186]



الأب: روي عن صالح بن عقبة و سيف بن عميرة: قال علقمة بن محمد الحضرمي: قلت للباقر صلوات الله و سلامه عليه: علمني دعاء أدعو به في ذلك اليوم اذا أنا زرته من قرب، و دعاء أدعو به اذا لم أزره من قرب، و أومأت من بعد البلاد، و من داري بالسلام اليه.

فقال عليه السلام: يا علقمة، اذا أنت صليت الركعتين بعد أن تومي ء اليه بالسلام فقل بعد الايماء اليه من بعد التكبير:

السلام عليك يا أباعبدالله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أميرالمؤمنين، و ابن سيد الوصيين، السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور، السلام عليك و علي الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار.

يا أباعبدالله، لقد عظمت الرزية، و جلت و عظمت المصيبة بك (بكم) علينا، و علي جميع أهل الاسلام، و جلت و عظمت مصيبتك في السماوات، علي جميع أهل السماوات، فلعن الله أمة أسست أساس الظلم و الجور عليكم أهل البيت، و لعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم، و أزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها، و لعن الله أمة قتلتكم، و لعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم، برئت الي الله و اليكم منهم، و من أشياعهم و أتباعهم و أوليائهم.

يا أبا عبدالله، اني سلم لمن سالمكم، و حرب لمن حاربكم الي يوم القيامة، و لعن الله آل زياد، و آل مروان، و لعن الله بني أمية قاطبة، و لعن الله ابن مرجانة، و لعن الله عمر بن سعد، و لعن الله شمرا، و لعن الله أمة أسرجت و ألجمت، و تنقبت لقتالك، بأبي أنت



[ صفحه 187]



و أمي، لقد عظم مصابي بك، فأسأل الله الذي أكرم مقامك، و أكرمني بك، أن يرزقني طلب ثارك، مع امام منصور من أهل بيت محمد صلي الله عليه وآله و سلم.

يا أبا عبدالله، اني أتقرب الي الله و الي رسوله، و الي أميرالمؤمنين، و الي فاطمة، و الي الحسن، و اليك، بموالاتك و بالبراءة ممن قاتلك، و نصب لك الحرب، و بالبراءة ممن أسس أساس ذلك، و بني عليه بنيانه، و جري في ظلمه و جوره عليكم، و علي أشياعكم، برئت الي الله و اليكم منهم، و أتقرب الي الله ثم اليكم بموالاتكم، و موالات وليكم، و بالبراءة من أعدائكم، و الناصبين لكم الحرب، و بالبراءة من أشياعهم و أتباعهم.

اني سلم لمن سالمكم، و حرب لمن حاربكم، و ولي لمن والاكم، و عدو لمن عاداكم.

فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم، و معرفة أولياءكم، و رزقني البراءة من أعدائكم، أن يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة، و أن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا و الآخرة.

و أسأله أن يبلغني المقام المحمود لكم عندالله، و أن يرزقني طلب ثاري مع امام هدي ظاهر ناطق بالحق منكم.

و أسأل الله بحقكم، و بالشأن الذي لكم عنده، أن يعطيني بمصابي بكم، أفضل ما يعطي مصابا بمصيبته، مصيبة ما أعظمها، و أعظم رزيتها في الاسلام، و في جميع السماوات و الارض.

اللهم اجعلني في مقامي هذا، ممن تناله منك صلوات و رحمة و مغفرة.



[ صفحه 188]



اللهم اجعل محياي محيا محمد و آل محمد، و مماتي ممات محمد و آل محمد.

اللهم ان هذا يوم تبركت به بنوأمية، وابن آكلة الأكباد، اللعين ابن اللعين، علي لسانك و لسان نبيك صلي الله علي و آله، في كل موطن و موقف، وقف فيه نبيك صلي الله عليه و آله.

اللهم العن أباسفيان و معاوية، و يزيد بن معاوية، عليهم منك اللعنة أبد الآبدين، و هذا يوم فرحت به آل زياد و آل مروان، بقتلهم الحسين صلوات الله عليه، اللهم فضاعف عليهم اللعن منك، و العذاب الأليم.

اللهم اني أتقرب اليك في هذا اليوم، و في موقفي هذا، و أيام حياتي، بالبراءة منهم، و اللعنة عليهم، و بالموالاة لنبيك، و آل نبيك عليه و عليهم السلام.

ثم تقول مئة مرة: اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد و آل محمد، و آخر تابع له علي ذلك، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين، و شايعت و بايعت و تابعت علي قتله، اللهم العنهم جميعا.

ثم تقول مئة مرة: السلام عليك يا أبا عبدالله، و علي الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله أبدا، ما بقيت و بقي الليل و النهار، و لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام علي الحسين، و علي علي بن الحسين و علي أولاد الحسين، و علي أصحاب الحسين.

ثم تقول: اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، و ثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين، و أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجتهم دون الحسين عليه السلام، انتهي.



[ صفحه 189]



قال الابن الأكبر: و هل هذا الدعاء يا أبي خاص بيوم عاشوراء فقط؟ أم من الممكن الدعاء به في غير ذلك اليوم؟

فقال الأب: لا يا ولدي، فقد روي عن علقمة قال: قال الامام الباقر عليه السلام: و ان استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة في دارك فافعل، فلك ثواب جميع ذلك.

فقال الابن الأكبر لأبيه: جزاك الله عني خيرا يا أبي، فان هذا اليوم كان يوم بركة و ذلك لزيارتنا شهداء كربلاء، و شهداء الكوفة، و زيارتنا لولي الله و رسوله أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

فنهض الأب و ابنه مودعين أميرالمؤمنين عليه السلام و مسلمين علي محمد و آل محمد، و ذهبا متوجهين الي منزلهم، و هم فرحين بما قسم الله لهم من خير و بركة و زيارة.



[ صفحه 190]