بازگشت

في ذكر حالات امامنا الباقر و ولادته و احوال والدته و اسمائه و كناه




بابن الذي بلسانه و بيانه

هدي الأنام و نزل التنزيل



عن فضله نطق الكتاب و بشرت

بقدومه التوراة و الانجيل



لولا انقطاع الوحي بعد محمد

قلنا محمد من أبيه بديل



[ صفحه 44]



هو مثله في الفضل الا انه

لم يأته برسالة جبريل



ولد سيدنا و مولانا وصي الاوصياء و وارث علم الانبياء الحاضر الذاكر و الخاشع الصابر معدن الحلم و باقر العلم الذي اظهر الدين اظهارا و كان للأسلام منارا الصادع بالحق و الناطق بالصدق و باقر العلم بقرا و ناشره نشرا لم تأخذه في الله لومة لائم و كان لأمره غير مكاتم و لعدوه مراغم النور الباهر و القمر الزاهر و العلم الظاهر ابوجعفر محمد بن علي الباقر عليه افضل الصلاة و السلام ولد في يوم الجمعة أو الثلاثاء غرة رجب بالمدينة أبوه زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام و أمه فاطمة أم عبدالله بنت الحسن بن علي (ع) كانت من خيرات النساء و قال الصادق (ع) صديقة لم يدرك مثلها في آل الحسن (ع) و لها كرامات قيل كانت قاعدة عند جدار فئصدع الجدار و سمعت منه هدة شديدة فوضعت يدها تحت الجدار و قالت لا و حق المصطفي ما أذن الله لك في السقوط علي فبقي معلقا حتي زجاته فتصدق عنها زين العابدين (ع) بمائة دينار و اسمه الشريف محمد و كنيته ابوجعفر و ألقابه الهادي و الامين و الشاكر و الباقر و الشبيه لأنه كان يشبه رسول الله (ص) كما اخبرني النبي (ص) لجابر بن عبدالله الانصاري يا جابر ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي و شمائله شمائلي يبقر العلم بقرا و كان جابر يقعد في مسجد رسول الله (ص) و ينادي يا باقر يا باقر العلم فكان أهل المدينة يقولون ان الرجل ليهجر و هو يقول و الله ما اهجر ولكني سمعت رسول الله (ص) يقول يا جابر يوشك ان تبقي حتي تلقي ولدا لي من الحسين عليه السلام يقال له محمد يبقر علم النبيين بقرا فاذا لقيته فاقرأه مني السلام فكان جابر ينتظر قدومه الي ان لقيه يوما فقال له أقبل يا غلام فاقبل ثم قال له



[ صفحه 45]



ادبر فادبر ثم قال و الذي نفس جابر بيده هذا و الله شمائل رسول الله (ص) يا غلام ما اسمك قال اسمي محمد قال ابن من قال ابن علي بن الحسين (ع) فقال يا سيدي فدتك نفسي فاذا أنت الباقر قال نعم ابلغني ما حملت رسول الله (ص) فاقبل اليه يقبل رأسه و يقول بابي أنت و امت و ابوك رسول الله (ص) يقرؤك السلام قال (ع) يا جابر علي رسول الله ما دامت السموات و الارض و عليك السلام مما بلغت يا جابر السلام و كان الباقر (ع) يأتيه علي وجه الكرامة لصحبته من رسول الله (ص) و كان جابر يأتيه في طرفي النهار و يتعلم منه حتي دخل عليه و يوما و جلس عنده فالتفت روحي فداه اليه و قال يا جابر اثبت وصيتك فانك راحل الي ربك فبكي جابر و قال يا سيدي و ما علمك بذلك فهذا عهد معهود عهده الي رسول الله (ص) فقال (ع) له و الله يا جابر لقد اعطاني الله علم ما كان و ما يكون و ما هو كائن الي يوم القيامة في [الانوار البهية] عن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه الباقر (ع) قال دخلت علي جابر بن عبدالله الانصاري (ره) فسلمت عليه فرد علي السلام ثم قال لي من أنت و ذلك بعد ما كف بصره فقلت محمد بن علي بن الحسين (ع) فقال يا بني ادن مني فدنوت منه فقبل يدي ثم اهوي الي رجلي يقبلهما فتنحيت عنه ثم قال لي ان رسول الله (ص) يقرؤك السلام فقلت و علي رسول الله السلام و رحمة الله و بركاته و كيف ذلك يا جابر فقال كنت معه ذات يوم فقال لي يا جابر لعلك تبقي حتي تلقي رجلا من ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين (ع) يهب الله له النور و الحكمة فاقرأه مني السلام و لنعم ما قال الشاعر فيه:



يا عروة الدين المنيع و بحر علم العارفينا

يا قبلة للأولياء و كعبة للطائفينا



[ صفحه 46]



من أهل بيت لم يزالوا في البرية محسنينا

التائبين العابدين الصائمين القائمينا



العالمين الحافظين الراكعين الساجدينا

يا من اذا نام الوري باتوا قياما ساهرينا



و سمي الباقر لأنه كان يبقر عن علم الاولين و الآخرين قال الشيخ المفيد و لم يظهر عن احد من ولد الحسن و الحسين (ع) من علم الدين و الآثار و السنة و علم القرآن و السيرة و فنون الأدب ما ظهر عن ابي جعفر (ع) و فيه قال المادح:



يا باقر العلم لأهل النقي

و خير من لبي علي الاجبل



قال محمد بن مسلم سألته عن ثلاثين الف حديث من المشكلات و المعضلات فاجابني عنها و كانت الشيعة قبل ان يكون ابوجعفر (ع) و هم لا يعرفون مناسك حجهم و حلالهم و حرامهم حتي كان ابوجعفر (ع) ففتح لهم و بين لهم مناسك حجهم حلالهم و حرامهم في (المناقب) قالت حبابة الوالبية رأيت رجلا بمكة أصيلا بالملتزم أو بين الباب و الحجر علي صعدة من الارض و علي رأسه عمامة من خز و الغزالة تخال علي ذلك الجبال كالعمايم علي فهم الرجال و قد صاعد كفه و طرفه نحو السماء فلما انئال الناس عليه يستفتونه عن المعضلات و يستفتحونه عن المشكلات فلم يرم حتي افتاهم في الف مسأله ثم نهض يريد رحله و مناد ينادي بصوت صهل الا ان هذا هو النور الابلج المسرج و النسيم الأرج و الحق المرج الا ان هذا باقر علم الرسل و هذا مبين السبل هذا خير من وشج في أصلاب أهل السفينة هذا ابن فاطمة الغراء العذراء الزهراء هذا بقية الله في ارضه هذا ناموس الدهر هذا ابن محمد و خديجة و علي و فاطمة و هذا منار الدين القائمة و آخرون يقولون من هو فقالوا هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام و كفي



[ صفحه 47]



في فضله و علمه (ع) ان القضاة و العلماء ما كانوا يتمكنون من الجلوس عنده فاذا مثل أحدهم بين يديه كان ترتعد فرائصه و يتغير لونه و لم يقدر علي التكلم.

و في (المناقب) قال ابوحمزة الثمالي حج ابوجعفر [ع] و حج هشام ابن عبدالملك في سنة و أقبل الناس ينثالون علي ابي جعفر [ع] فتعجب هشام من اجتماع الناس عليه فقال له عكرمه من هذا و عليه سيماء زهرة العلم لأجربنه فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه و اسقط في يد ابي جعفر (ع) و قال بابن رسول الله لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن عباس و غيره فما ادركني ما ادركني آنفا فقال له ابوجعفر (ع) ويلك يا عبيد أهل الشام انك بين يدي بيوت أذن الله ان ترفع و يذكر فيها اسمه.

و روي عن عبدالله بن عطي المكي قال ما رأيت العلماء عند أحد قط اصغر منهم عند ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) و لقد رأيت الحكم ابن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه و كان جابر بن يزيد الجعفي اذا روي عن محمد بن علي (ع) شيئا يقول حدثني وصي الاوصياء و وارث علوم الانبياء محمد بن علي بن الحسين (ع) و اخبر النبي (ص) عن علمه في (الانوار البهية).

قال روي عن النبي (ص) قال اذا مضي الحسين (ع) قام بالأمر بعد علي ابنه (ع) و هو الامام و الحجة و يخرج الله من صلب علي ولدا سمي و اشبه الناس بي علمه علمي و حكمه حكمي و هو الامام و الحجة بعد أبيه و قال ابن حجر مع نصبه و شدة عداوته في (الصواعق) في حقه [ع] هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعه صفا قلبه و زكا علمه و عمله و طهرت نفسه



[ صفحه 48]



و شرف خلقه و عمرت اوقاته بطاعة الله و له من الرسوخ في مقامات العارفين ما يكل عنه السنة الواصفين و له كلمات كثيرة في السلوك و المعارف لا تحتملها هذه العجالة انتهي و مما اظهر من علمه (ع) كما في الكتب المعتبرة لما أذن له هشام بالأنصراف الي المدينة من الشام خرج (ع) من عنده فمر بميدان في آخره اناس من النصاري قعود فسأل (ع) من هؤلاء قيل له هؤلاء القسيسون و الرهبان و هذا عالم لهم في الغار يخرج في كل سنة مرة واحدة يستفتونه فيفتي لهم فلف (ع) رأسه بفاضل ثوبه فقعد عندهم قال الصادق (ع) كنت مع ابي فخرج العالم النصراني و كان شيخا كبيرا و قد شد حاجبيه بحريرة صفراء فقامت المصاري اجلالا له واقعدوه في صدر المجلس فادار نظره التفت الي ابي و قال أمنا أنت أم من الأمة المرحومة قال (ع) من الأمة المرحومة قال من علمائها أم من حبالها قال لست من جهالها فاضطرب شديدا و قال أنا اسألك عن اشياء قال سل قال من أين ادعيتم ان أهل الجنة يطعمون و يشربون و لا يحدثون و لا يبولون و ما الدليل فيما تدعونه من مشاهد لا يجهل قال (ع) الجنين في بطن أمه يطعم و يشرب و لا يحدث فاضطرب اضطرايا شديدا و قال هلا زعمت انك لست من علمائها قال لست من جهالها قال اخبرني عن ساعة ليست هي من ساعات الليل و لا من ساعات النهار قال (ع) ما بين طلوع الفجر الي طلوع الشمس قال فمن أي الساعات قال من ساعات الجنة فيها تفيق مرضانا و يهدأ فيها المبتلي و يرقد فيها الساهر جعلها في الدنيا رغبة للراغبين و للآخرة دليلا للعالمين و حجة بالغة علي الجاحدين المتكبرين فقال النصراني و الله لأسألك عن مسألة لا تهدي الي الجواب عنها ابدا قال (ع) سل عما تريد قال اخبرني عن مولودين والدا في



[ صفحه 49]



يوم واحد و ماتا في يوم واحد و عمر أحدهما خمسون و الآخر مائة و خمسون سنة قال (ع) ذاك عزيز و عزيز ولدا في يوم واحد فلما بلغ مبلغ الرجال مر عزيز و هو حماره بانطاكية و هي خاوية علي عروشها فرأي عظاما بالية فقال اني يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام ثم بعثه علي حماره و طعامه و شرابه و عاد الي داره و اخوه عزيز لا يعرفه لأنه شاب و عزيز شيخ كبير فعاش خمسا و عشرين سنة مع أخيه ثم ماتا في يوم واحد و له خمسون سنة و لعزيز مائة و خمسون سنة فقام النصراني علي قدميه و قال جئتموني باعلم مني حتي هتكني و فضحني و الله ما رأيت قط من أعلم هذا الرجل و لا كلمتكم بكلمة و هذا الرجل بالشام ردوني الي كهفي و ردوه الي مكانه فبلغ الخبر الي هشام فامتلأ غيظا و غضبا دخل زيد بن علي بن الحسين (ع) علي هشام فقال اللعين يا زيد ما فعل اخوك البقرة فقال زيد سماه رسول الله (ص) باقر العلم و انت تسميه بقرة اذا لأختلفتما و لم يزل اللعين مغتاظا و يحتال في قتل ابي جعفر حتي ارسل اليه بسرج فرس قد عمل فيه السم علي يدي زيد بن الحسن فلما اتي به قال (ع) ويحك يا زيد ما اعظم ما اتيت به و ما يجري علي يديك اني لأعرف الشجرة التي قد عمل منها السرج ولكن هكذا قدر فويل لمن اجري الله علي يديه الشر فاسرج له فركب فلما نزل تورم جسده فامر باكفان له و كان فيه ثوب ابيض أحرم فيه و قال اجعلوه في اكفاني و عاش ثلاثا ثم مضي لسبيله قال الصادق (ع) و ذلك السرج عندنا معلق ليكون حاضرا يوم ينتقم من الكافر و شبيه ذلك السرج القميص الذي سلب من الحسين (ع) و هو ايضا معلق و تنظر اليه فاطمة كل يوم و تصرخ اذا كان يوم القيامة.



[ صفحه 50]