بازگشت

في حالات الامام ابي جعفر الباقر و معجزاته




يابني طه و نون و القلم

حبكم فرض علي كل الأمم



انتم اكرم ان عد الوري

انتم اعلم ماش بقدم



انتم للدين أعلام اذا

غاب منكم علم لاح علم



فوض الله اليكم امره

فحكمتم حسب ما كان حكم



و بكم تفخر املاك العلي

اذ لكم اضحت عبيدا و خدم



كان ابوجعفر الباقر (ع) و هو باقر العلم و جامعه و شاهد الحكم و رافعه و متفوق دره و راضعه صفا قلبه و زكا عمله و طهرت نفسه و شرفت اخلاقه و عمرت بطاعة الله اوقاته و رسخت في مقام التقوي قدمه و ظهرت عليه سمات الاتقياء و طهارة الاصفياء فالمناقب تسبق اليه و الصفات تشرق به و هو عليه السلام مع ما وصف من الفضل في العلم و السؤدد و الرياسة و الأمامة ظاهر الجود و مشهور الكرم في الخاصة و العامة معروفا بالتفضل و الاحسان مع كثرة عياله و توسط حاله قال ابوعبدالله (ع) كان ابي اقل أهل بيته مالا و اعظمهم مؤنة كان يدخل عليه اخوانه فلا يخرجون من عنده حتي يطعمهم الطعام الطيب و يكسوهم الثياب الحسنة و يهب الدراهم لهم من خمسمائة الي ستمائة و الي الالف و يقول ما حسنة الدنيا الا صلة الاخوان و المعارف قال سفيان الثوري ما لقينا أباجعفر الا و حمل الينا النفقة و الصلة و الكسوة و يقول هذا معدة لكم.

و روي عن الحسن بن كثير قال شكوت الي ابي جعفر محمد بن علي (ع) الحاجة و جفاء الاخوان فقال بئس الاخ أخا يرعاك غنبا و يقطعك



[ صفحه 51]



فقيرا ثم أمر غلامه فاخرج كيسا فيه سبعمائة درهم و قال استنفق هذه فاذا نفدت فاعلمني و كان روحي له الفداء لا يمل من صلة الاخوان و قاصديه و مؤمليه و راجيه و يقول [ع] اعرف المودة لك في قلب اخيك بماله في قلبك كان [ع] أصدق الناس لهجة و أحسنهم بهجة و أبذلهم مهجة و أعبدهم عبادة و أزهدهم زهادة قال الصادق عليه السلام كان أبي كثير الذكر لقد كنت امشي معه و هو يذكر الله و أكل معه الطعام و انه ليذكر الله و انه يحدث القوم و يذكر الله و كنت أري لسانه لازقا بحنكه و كان يجمعنا و يأمرنا بالذكر حتي تطلع الشمس و يأمر بالقراءة من كان يقرأ منا و من كان لا يقرأ منا أمره بالذكر و اذا احزنه أمر جمع النساء و الصبيان ثم دعا و امنوا و روي انه [ع] خرج حاجا فلما دخل المسجد و نظر الي البيت بكي حتي علا صوته ثم طاف بالبيت و صلي عند المقام فرفع رأسه من سجوده فاذا موضع سجوده مبتل من كثرة دموعه.

و كان عليه السلام قليل الضحك و اذا ضحك قال اللهم لا تمقتنني و كان يقول في جوف الليل في تضرعه أمرتني فلم ائتمر و نهيتني فلم انزجر فها انا ذا عبدك بين يديك و لا اعتذر و كان له خلق عظيم و هو احلم الناس قال له يوما رجل نصراني أنت البقر قال أنا الباقر قال أنت ابن الطباخة قال [ع] ذاك حرفتها قال أنت ابن السوداء الزنحبية البذية قال (ع) ان كنت صدقت غفر الله لها و ان كنت كذبت غفر الله لك فاسلم النصراني الظاهر ان له أم ولد كانت تحضنه فكان (ع) يسميها أما و أما امه فهي فاطمة أم عبدالله بنت الحسن بن علي عليه السلام و هو اول من اجتمعت له ولادة الحسن و الحسين و هو هاشمي من هاشميين و علوي من علويين ففي



[ صفحه 52]



هذا المقام نأخذ بذكر شي ء من معاجزه و معالي اموره في المناقب و البحار كان رجل من أهل الشام و مركزه بالمدينة يختلف الي مجلس ابي جعفر (ع) و يقول يا محمد لا احضر في مجلسك حبا لي منك كيف و اعلم ان طاعة الله و طاعة رسوله و طاعة أميرالمؤمنين في بغضكم ولكن أراك رجلا فصيحا لك أدب و حسن كلام فانما اختلافي اليك لهذا و كان (ع) يقول له خيرا و يقول لن تخفي عليه خافية فلم يلبث الشامي الا قليلا حتي مرض و اشتد مرضه فدعا وليه و قال اذا أنا قضيت نجي فأت محمد بن علي وسله ان يصلي علي فلما كان نصف الليل برد و سجوه الي ان طلع الشمس خرج وليه الي المسجد و اتي أباجعفر و قال ان فلانا هلك و سألك ان تصلي عليه فقال (ع) لا تعجلوا علي صاحبكم حتي اتيكم فأخذ و ضوءا و صلي ركعتين و دعا بدعاء و خر ساجدا ثم قام و اتي منزل الشامي و دخل عليه و دعاه باسمه فاجاب ثم أجلسه و أسنده و دعا له بسويق فسقاه فلم يلبث الا قليلا حتي فتح الشامي عينيه و قال اشهد انك حجة الله و ابن حجته علي خلقه و بابه الذي منه يؤتي فمن اتي من غيرك خاب و خسر و ضل ضلالا بعيدا قال ابوجعفر عليه السلام و ما دعاك الي هذا قال اشهد انه قد عرج بروحي و فارقت جسدي فسمعت مناديا ينادي ردوا روحه عليه سأل ذلك محمد بن علي الباقر (ع) فردوا علي فقال ابوجعفر (ع) أما علمت ان الله يحب العبد و يبغض عمله و يبغض العبد و يحب عمله فصار بعد ذلك من أصحاب ابي جعفر (ع).

و من معاجزه قال جابر بن يزيد الجعفي خرجت مع ابي جعفر عليه السلام الي الحج و أنا زميله اذ اقبل و رشان فوقع علي عضادتي محمله فهدل و ترنم ثم مددت يدي لأخذه فصاح علي ابوجعفر عليه السلام و قال مه



[ صفحه 53]



يا جابر فانه قد استجار بنا قلت و ما الذي شكا اليك قال شكا الي ان يفرخ في هذا الجبل منذ ثلاث سنين و ان حية تأتيه و تأكل فراخه فسألني ان ادعو الله ليقتلها ففعلت قال جابر فسرنا حتي السحر قال انزل فنزلنا ثم تنحي عن الطريق و جلس علي روضة من الارض ذات رملة فاقبل يكشف الرملة يمنة و يسرة و هو يقول أللهم اسقنا و طهرنا اذا بدا حجرا بيض بين الرمل فقلعه فنبع له عين ماء ابيض صاف فتوضأ و توضأنا و شرب منه و شربنا منه ثم ارتحلنا و غابت الماء فاصبحنا خلف قرية و نخيلات فعمد ابوجعفر الي نخلة يابسة و قال أيتها النخلة اطعمينا مما جعل الله فيك فرأيت النخلة قد اثمرت من ساعتها و صارت الثمرة رطبا ثم انحنت تلك النخلة حتي اخذنا من ثمرها و أكلنا و اذا اعرابي فلما رأي قال ما رأيت ساحرا كاليوم فقال (ع) لا تكذبن علي يا اعرابي نحن أهل بيت النبوة ليس منا ساحر و لا كاهن ولكنا علمنا اسما من اسماء الله و اذا بها سألنا اعطينا واجبنا.

و في البحار روي الحسن بن مسلم عن ابيه قال دعاني الباقر (ع) الي طعام فجلست اذ أقبل و رشان منتوف الرأس حتي سقط بين يديه و معه و رشان آخر فهدل فرد الباقر (ع) بمثل هديله فطار فقلنا للباقر (ع) ما قالا و ما قلت قال (ع) انه اتهم زوجته بغيره فنقر رأسها و أراد أن يلاعنها عندي فقال لها بيني و بينك من يحكم بحكم داود و آل داود و يعرف منطق الطير و لا يحتاج الي شهود فاخبرته ان الذي ظن بها لم يكن كما ظن فانصرفا علي صلح في البحار قال محمد بن مسلم كنت مع ابي جعفر (ع) بين مكة و المدينة و انا اسير علي حمار لي و هو علي بغلته اذ اقبل ذئب من رأس الجبل حتي انتهي الي ابي جعفر (ع) فحبس البغلة و دنا الذئب حتي وضع يده



[ صفحه 54]



علي قربوس السرج و مدعنقه الي اذنه و ادني ابوجعفر اذمه منه ساعة ثم قال امض فقد فعلت فرجع مهر و لا قال قلت جعلت فداك لقد رأيت عجبا قال (ع) او تدري ما قال و ما قلت له قلت الله و رسوله أعلم قال انه قال لي يابن رسول الله ان زوجتي في ذاك الجبل و قد تعسر عليها ولادتها فادع الله ان يخلصها و لا يسلط علي احد من شيعتكم احدا من نسلي قلت له قد فعلت.