بازگشت

في معجزات الباقر


و من معجزاته (ع) ما روي في البحار عن ابي بصير قال دخلت علي ابي عبدالله و ابي جعفر (ع) فقلت لهما انتما ورثة رسول الله (ص) قال نعم قلت فرسول الله وارث الانبياء علم كلما علموا فقال لي نعم فقلت انتم تقدرون علي ان تحيوا الموتي و تبرؤا الاكمه و الابرص فقال لي نعم باذن الله ثم قال ادن مني يا أبابصير فمسح يده علي عيني و وجهي فابصرت الشمس و السماء و الارض و البيوت و كل شي ء في الدار قال اتحب ان تكون هكذا و لك ما للناس و عليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت و لك الجنة خالصا قلت اعود كما كنت فقال فمسح علي عيني فعدت كما كنت.

و من معجزاته قال في البحار روي ابوعتيبة قال كنت عند ابي جعفر (ع) فدخل رجل فقال أنا من أهل الشام اتولاكم و ابري ء من عدوكم و ابي كان يتولي بني امية و كان له مال كثير و لم يكن له ولد غيري و كان مسكنه بالرملة و كانت له جنينة يتخلي فيها بنفسه فلما مات طلبت المال فلم اظفر به و لا اشك انه دفنه و اخفاه مني قال ابوجعفر (ع) افتحب ان تراه و تسأله أين موضع ماله قال اي و الله اين لفقير محتاج فكتب ابوجعفر كتابا و ختمه بخاتمه ثم قال انطلق بهذا الكتاب الليلة الي البقيع حتي



[ صفحه 55]



تتوسطه ثم تنادي يادرجان يادرجان فانه يأتيك رجل معتم فادفع اليه كتابي و قل أنا رسول محمد بن علي بن الحسين (ع) فانه يأتيك بابيك فاسأله بما بدا لك فاخذ الرجل الكتاب و انطلق قال ابوعتيبة فلما كان من الغداتيت أباجعفر لأنظر ما حال الرجل فاذا هو علي الباب ينتظر ان يؤذن فاذن له فدخلنا جميعا فقال الرجل الله يعلم عنده من يضع العلم قد انطلقت البارحة و فلعت ما امرت فاتأتي الرجل و قال لا تبرح من مكانك حتي اتيك بابيك فاتاني برجل اسود فقال هذا ابوك قلت ما هو ابي قال غيره اللهب و دخان الجحيم و العذاب الأليم قلت أنت ابي قال نعم قلت فما غيرك عن صورتك و هيأتك قال يا بني كنت اتولي بني امية و افضلهم علي أهل بيت النبي (ص) بعد النبي فعذبني الله بذلك و كنت انت تتولاهم و كنت ابغضتك علي ذلك و حرمتك مالي فرؤيته عنك و أنا اليوم علي ذلك من النادمين فانطلق يا بني الي جنيئتي فاحفر تحت الزيتونة و خذ المال مائة الف درهم فادفع الي محمد بن علي خمسين الفا و الباقي لك ثم قال و أنا منطلق حتي آخذ المال و آتيك بمالك قال ابوعتيبة فلما كان من القابل سألت أباجعفر (ع) ما فعل الرجل صاحب المال قال قد اتاني بخمسين الف درهم فقضيت بها دينا علي و ابتعت بها ارضا بناحية خيبر و وصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي (بيان) جنينة أي مال يستره عني قال الفيروز آبادي الجنين كل مستور و في بعض النسخ جنة و هو اظهر أي كان يتخلي في جنته و قد ظن انه كان لدفن المال و علي الاول يحتمل ان يكون تصغير الجنة.

و من معاجزه (ع) اخباره بالمغيبات و قال ابوبصير كنت مع الباقر (ع) في مسجد رسول الله (ص) قاعدا احدث بامامات علي بن الحسين (ع)



[ صفحه 56]



اذ دخل الدوانيقي و داود بن سليمان قبل ان افضي الملك الي ولد العباس و ما قعدا لي الباقر (ع) الا داود فقال الباقر (ع) ما منع الدوانيقي ان يأتي الي قال فيه جفاء قال الباقر (ع) لا تذهب الايام حتي بلي أمر هذا الخلق و يطأ أعناق الرجال و يملك شرقها و غربها و يطول عمره فيها حتي يجمع من كنوز الاموال مالم يجتمع لأحد قبله فقام داود و اخبر الدوانيقي بذلك فاقبل اليه الدوانيقي و قال ما منعني من الجلوس اليك الا اجلالك فما الذي خبرني به داود فقال (ع) هو كائن قال و ملكنا قبل ملككم قال نعم قال يملك بعدي أحد من ولدي قال نعم قال فمدة بني امية اكثر أم مدتنا قال مدتكم اطول و ليتلقفن هذا الملك صبيانكم و يلعبون به كما يلعبون بالكرة هذا ما عهده الي ابي فلما ملك الدوانيقي تعجب من قول الباقر (ع) منها عن ابي الصبا الكناني قال صرت يوما الي باب ابي جعفر عليه السلام فقرعت الباب فخرجت الي و صيفة خماسية فضربت بيدي علي رأس ثديها فقلت لها قولي لمولاك اني بالباب فصاح من آخر الدار ادخل لا أم لك فدخلت و قلت و الله ما أردت بذلك ريبة و لا قصدت الا زيادة في يقيني فقال صدقت لئن ظننتم ان هذه الجدران تحجب ابصارنا كما تحجب ابصاركم اذا لا فرق بيننا و بينكم فاياك ان تعاد لمثلها عن ابي بصير قال كنت اقري ء امرأة القرآن و اعلمها اياه قال فمازحتها بشي ء فلما قدمت علي ابي جعفر (ع) قال لي يا أبابصير أي شي ء قلت للمرأة فقلت بيدي هكذا يعني غطيت وجهي فقال لا تعودن اليها و في خبر قال لأبي بصير ابلغها السلام فقل ابوجعفر يقرؤك السلام و يقول زوجي نفسك من ابي بصير قال فاتيتها فاخبرتها قالت الله قال لك ابوجعفر هكذا فحلفت لها فزوجت نفسها مني قال محمد



[ صفحه 57]



ابن مسلم قال لي ابوجعفر (ع) لئن ظننتم انا لا نراكم و لا نسمع كلامكم لبئس ما ظننتم لو كان كما تظنون انا لا نعلم ما انتم عليه و فيه ما كان لنا علي الناس فضل قلت اربي بعض ما استدل به قال وقع بينك و بين زميلك بالربذة حتي عيرك بنا و بحبنا و معرفتنا قلت أي و الله لقد كان ذلك قال فتراني قلت باطلاع الله ما أنا بساحر و لا كاهن و لا بمجنون لكنها من علم النبوة و نحدث بما يكون قلت من الذي يحدثكم بما نحن عليه قال احيانا ينكث في قلوبنا و ينقر في آذاتنا و مع ذلك فان لنا خدما من الجن مؤمنين و هم لنا شيعة و هم لنا اطوع منكم قلت مع كل رجل واحد منهم قال نعم يخبرنا بجميع ما انتم عليه و فيه قال الاسود بن سعيد كنت عند ابي جعفر (ع) فقال ابتداء من غير ان اسأله نحن حجة الله و نحن وجه الله و نحن عين الله في خلقه و نحن ولاة امر الله في عباده اترون ليس منا معكم اعين ناظرة و اسماع سامعة بئس ما رأيتم و الله لا يخفي علينا شي ء من اعمالكم فاحضرونا جميعا و عودوا انفسكم الخير و كونوا من أهله تعرفوا فاني بهذا امر ولدي و شيعتي ثم قال ان بيننا و بين كل ارض تري [1] مثل تري البناء فاذا امرنا في الارض بامر اخذنا ذلك التراب فاقبلت الينا الارض بكليتها و اسواقها و كورها حتي تنفذ فيها من امر الله ما أمر و ان الريح كما كانت مسخرة لسليمان فقد سخرها الله لمحمد (ص) و آله و لتري الخيط و لعل هذا الخيط هو الخيط الذي رآه جابر بن يزيد الجعفي في تلك القصة المشهورة و ذلك انه اشتك الشيعة الي زين العابدين (ع) ما يلقونه من بني امية فدعا الباقر (ع) و أمره ان يأخذ الخيط الذي نزل به جبرئيل الي النبي (ص) و يحركه تحريكا خفيفا فمضي الباقر (ع) الي المسجد فصلي فبه ركعتين ثم وضع خده



[ صفحه 58]



علي التراب و تكلم بكلمات ثم رفع رأسه فاخرج من كمه خيطا دقيقا تفوح منه رائحة المسك و اعطي لجابر طرفا منه فقال امض قال فمضيت ثم قال قف يا جابر فحرك الخيط تحريكا لينا خفيفا ثم قال اخرج فانظر ما حال الناس قال فخرجت من المجلس فاذا صياح و صراخ و ولولة من كل ناحية و اذا زلزلة شديدة و رجفة و هدة قد اخربت عامة دور المدينة و هلك تحتها اكثر من ثلاثين الف انسان ثم صعد الباقر عليه السلام المنارة و نادي با علي صوته ألا يا أيها الضالون المكذبون قال فظن الناس انه صوت من السماء فخروا لوجوههم و طارت افئدتهم و هم يقولون في سجودهم الأمان الأمان و انهم يسمعون الصيحة بالحق و لا يرون الشخص ثم قرأ (فخر عليهم السقف من فوقهم و أتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) قال فلما نزل عنها و خرجنا من المسجد سألته عن الخيط قال هذا من البقية قلت و ما البقية يابن رسول الله قال يا جابر بقية مما ترك آل موسي و هرون تحمله الملائكة و يضعه جبرئيل لدينا اقول هذا الامام الهمام اعني امامنا الباقر (ع) بمجرد ما حرك الخيط تحريكا لينا خفيفا زلزل الارض و رجفها و هدها بحيث قد اخربت عامة دور المدينة و هلك تحتها ثلاثون الف انسان هذا يوم يظهر القدرة التي جعلها الله في يده و يوم آخر يظهر الاصطبار و التحمل الذي شاء الله لهم و وعدهم علي ذلك اجرا جزيلا صبر و تحمل بابي و امي هو و أبوه زين العابدين (ع) حتي اوثقوهم بحبل طويل و قيدوهم و غللوهم و كان الباقر (ع) في ذلك الوقت طفلا صغيرا و له من العمر اربع سنين و وردت عنه رواية قد احرقت أكبادنا و أقرحت أجفاننا و هي هذه قال الباقر (ع) اتي بنا يزيد بن معاوية لعنه الله بعد ما قتل الحسين بن علي (ع) و نحن اثني عشر غلاما



[ صفحه 59]



و كان اكبرنا يومئذ علي بن الحسين (ع) فادخلنا عليه و كان كل واحد منا مغلولة يده الي عنقه.



رجالكم صرعي و أسري نساؤكم

و اطفالكم في السبي تشكو حبالها الخ



و في الانوار النعمانية و ادخلوهن و هن مربقات بحبل طويل و زجر بن قيس يجرهن و قال علي بن الحسين عليه السلام ادخلونا علي يزيد الخ.


پاورقي

[1] التري بالضم خيط البناء.