الامام الباقر
قمر الأقمار، و سيد الأبرار، و نورالأنوار، و قائد الأخيار، الطهر الطاهر، و النجم الزاهر، العلم الفاخر، الناسك الذاكر، الخاشع الصابر، القانت الشاكر، العالم الباقر، السيد الوجيه، و السيد النبيه، المدفون عند أبيه، الحبر الولي عند العدو و الولي، أبوجعفر محمد بن علي.
كان من سلالة النبوة، و [ممن] [1] جمع حسب الدين و الابوة، تكلم في العوارض و الخطرات، و سفح الدموع و العبرات، و اشتغل بالطاعات [2] ، و نهي عن المراء و الخصومات و المغفلات [3] هكذا ذكره الحافظ أبونعيم رحمه الله في كتاب الحلية. [4]
و قال غيره: كان الباقر محمد بن علي من العلم و الزهد و لسان الحكمة بمحل عظيم، و له في معاني الزهد و دقائق العلوم في التوحيد كلام جم جسيم.
و مولده رضي الله عنه بالمدينة سنة سبع و خمسين قبل قتل جده الحسين بن علي عليهم السلام بثلاث سنين. [5] .
[ صفحه 93]
و قيل: ولد سنة خمس و خمسين.
و توفي و له ست [6] أو سبع و خمسون في عام أربع عشرة و مائة في زمن هشام [7] ، و قبره بالبقيع عند أبيه وجده لامه. [8] .
سماه رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم الباقر، و أهدي اليه سلامه علي لسان ابن عبدالله جابر.
فقال: يا جابر انك تعيش حتي تدرك رجلا من أولادي، اسمه اسمي، يبقر العلم بقرا، [ف] اذا رأيته فاقرأه مني السلام.
فأدركه جابر بن عبدالله الأنصاري و هو صبي في الكتاب، فأقرأه عن رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم السلام المستطاب، و قال: هكذا أمرني رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم. [9] .
و هذه منقبة لم يشركه فيها أحد من الآل و الأصحاب، بل تفرد بها من بين الأحباب.
وللباقر عن جابر بن عبدالله، و أبي سعيد الخدري، و ابن عباس، و أنس، و أبي هريرة، و الحسن، و الحسين رضي الله عنهم رواية. [10]
و امه ام الحسن، فاطمة بنت الحسن بن علي [11] ، و هو أول من اجتمعت له ولادة الحسن و الحسين عليهماالسلام.
وفيه يقول القرظي:
[ صفحه 94]
يا باقرالعلم لأهل التقي
و خير من لبي علي الأجبل [12] .
و كان للباقر أربع بنين و بنات [13] ، درجوا كلهم الا أبوعبدالله جعفر الصادق، اليه انتهي نسبه و عقبه، فكل من انتسب الي الباقر من غير ولد الصادق، فهو كذاب دعي لا خلاف فيه. [14] .
و كان نقش خاتمه «القنوع غني». [15] .
و روي عنه من التابعين عمرو بن دينار، و عطاء بن أبي رباح، و جابر الجعفي، و أبان بن تغلب. [16] .
پاورقي
[1] الزيادة من حلية الأولياء.
[2] لا يوجد في نسختين من الحلية «واشتغل بالطاعات».
[3] لا يوجد في نسختين من الحلية «والمغفلات».
[4] حلية الأولياء 3 / 180.
[5] الارشاد: 262، الفصول المهمة: 211، كشف الغمة 2 / 117؛ و في تاريخ الائمة لابن أبي الثلج البغدادي (ص 10): مولده سنة ثمان و خمسين.
[6] تاريخ الائمة لابن أبي الثلج البغدادي: 9.
[7] قال ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 221، ف 5: يقال انه مات بالسم. و قال الشبلنجي في نور الأبصار: في «درر الأصداف» انه مات مسموما كأبيه؛ و في تاج المواليد للطبرسي (ص 117): و في ملك هشام استشهد (الباقر) عليه السلام.
[8] الارشاد: 262،صفة الصفوة 2 / 66، كشف الغمة: 2 / 119.
[9] الارشاد: 262، كشف الغمة 2 /119، الفصول المهمة: 211 و 216، ف 5؛ تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 337؛ نورالأبصار للشبلنجي: 157؛ الصواعق المحرقة: 201، ف 3؛ تاج المواليد للطبرسي: 116.
[10] حلية الأولياء 3 /188، صفة الصفوة 2 / 65 .
[11] كشف الغمة 2 / 117.
[12] كشف الغمة 2 / 123، الارشاد: 262، الفصول المهمة: 211؛ عمدة الطالب لابن عنبة: 195.
[13] في تاج المواليد للطبرسي (ص 117- 118): عدد أولاد الباقر عليه السلام سبعة نفر.
[14] و هو قول أبي نصر البخاري في (سر السلسلة). عمدة الطالب: 195 الهمامش.
[15] و في نور الأبصار للشبلنجي: 158، عن تفسير الثعلبي، أن الباقر نقش في خاتمه هذا الكلمات:
ظني بالله حسن
و بالنبي المؤتمن
و بالوصي ذي المنن
و بالحسين و الحسن.
[16] حلية الأولياء 3 / 188.