بازگشت

تعليمات حضرت امام محمدباقر به جابر جعفي


«يا جابر اغتنم من اهل زمانك خمسا ان حضرت لم تعرف و ان غبت لم تفتقد و ان شهدت لم تشاور و ان قلت لم يقبل قولك و ان خطبت لم تزوج و اوصيك بخمس ان ظلمت فلا تظلم و ان خانوك فلا تخن و ان كذبت فلا تغضب و ان مدحت فلا تفرح و ان ذممت فلا تجزع و فكر فيما قيل فيك فان عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله جل و عز عند غضبك من الحق اعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من اعين الناس و ان كنت علي خلاف ما قيل فيك فثواب اكتسبته من غير ان يتعب بدنك و اعلم بانك لا تكون لنا وليا حتي او اجتمع عليك اهل مصرك و قالوا انك رجل سوء لم يحزنك ذالك و لو قالوا انك رجل صالح لم يسرك ذالك و لكن اعرض نفسك علي ما في كتاب الله فان كنت سالكا سبيله - زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه خالفا من تخويفه فاثبت و ابشر فانه لا يضرك ما قيل فيك و ان كنت مباينا للقرآن فما ذالذي يغرك من نفسك ان المؤمنن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها علي هواها - فمرة يقيم اودها و يخالفها هواها في محبة الله و مرة تصرعا نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش و يقيل الله عثرته فسيذكر و يفزع الي التوبة و المحافة فيزداد بصيرة و معرفة لما نريد فيه من الخوف و ذالك بان الله يقول ان الذين اتقوا اذا مستهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون يا جابر استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصا الي الشكر و استقلل من نفسك كثير الطاعة لله ارزء علي النفس و تعرض للعفو و ادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم و استعمل حاضر العلم بخالص العمل و تحرز في خالص العمل من عظيم الغفله لشدة التيقظ و استجلب شدة التيقظ بصدق الخوف و احذر خفي الرين «التزين» بحاضر الحيوة وثوق محارفة الهوي بدلالة العقل - وقف عند غلبة الهوي باسترشاد العلم و استبق خالص الاعمال ليوم الجزاء و انزل ساحة القناعة بانقاء الحرص و ادفع عظيم الحرص بايثار القناعة و استجلب حلاوة الرهادة بقصر الامل و اقطع اسباب الطمع ببرد اليأس و سد سبيل العجب بمعرفة النفس و تخلص الي راحة



[ صفحه 296]



النفس بصحة التفويض و اطلب راحة البدن باجمام القلب و تخلص الي اجمام القلب بقلة الخطاء و تعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات و استجلب نور القلب بدوام الخوف و تحرز من ابليس بالخوف الصادق و اياك و الرجاء الكاذب فانه يوقعك في الخوف الصادق و تزين لله عز و جل بالصدق في الاعمال و تعجب اليه بتعجيل الانتقال و اياك و التسويف فانه بحر يغرق فيه الهلكي و اياك و الغفلة فيها تكون قساوة القلب و اياك و الغفله فيها تكون قساوة القلب و اياك التواني فيما لا عذر لك فيه فاليه يلجأ النادمون و استرجع سالك الذنوب بشدة الندم و كثرة الاستغفار و تعرض للرحمة و عفو الله - بحسن المراجعه و استعن علي حسن المراجعه بخالص الدعا و المناجاة في الظلم و تخلص الي عظيم الشكر باستكثار قليل الرزق و استقلال كثير الطاعة و استجلب الهمة و تزود الدنيا و بادر زيادة النعم بعظيم الشكر بخوف زوال النعم بزيادة النعم و اطلب بقاء العز باماتة الطمع و ادفع ذل الطمع بعز الياس و استجلب عز الياس ببعد الهمة و تزود من الدنيا بقصر الامل و بادر بانتهاز البغية عند امكان الفرصة و لا امكان كالايام الخاليه مع صحبة الابدان اياك و الشفعة بغير المأمون فان للستر ضراوة كضراوة الغذاء و اعلم انه لا علم كطلب السلامة و لا سلامة كسلامة القلب و لا عقل كمخالفة الهوي و لا خوف كخوف حاجز و لا رجاء معين و لا فقر كفقر القلب و لا غني كغني النفس و لا قوة كغلبة للهوي و لا نور كاليقين و لا يقين كاستصغارك الدنيا و لا معرفة كمعرفتك بنفسك و لا نعمة كالعافية و لا عافية كمساعدة التوفيق و لا شرف كبعد الهمة و لا زهد كقصر الامل و لا حرص كالمناسة في الدرجات و لا عدل كالانصاف و لا تعدي كالجور و لا جور كموافقة الهوي و لا طاعة كادآء الفرايض و لا خوف كالحزن و لا مصيبة كعدم العقل و لا عدم عقل كقلة اليقين و لا قلة يقين كفقد الخوف و لا فقد خوف كقلة الحزن علي فقد الخوف و لا مصيبة كاستهانتك بالذنب و رضاك بالحالة التي انت عليها و لا فضيلة كالجهاد و لا جهاد كمجاهدة الهوي و لا قوة كرد الغضب و لا معصية كخب البقاء و لا ذل كذل الطمع و اياك و التفريط عند امكان الفرصه فأنه ميدان يجري لاهله بالخسران» [1] .



[ صفحه 297]




پاورقي

[1] بحارالانوار ج 12 به نقل اقوال الائمه ص 267 ج 1.