بازگشت

مقدمه


بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي أشرف الخلق سيدنا محمد و علي آله الطيبين الطاهرين.

و بعد فان الحديث عن أهل بيت العصمة و الامامة صلوات الله عليهم حديث عن كل ما هو خير و جمال و طهارة في هذا الكون الرحب.

لأنهم جسدوا كل معاني الخير و الفضائل الانسانية و طبقوها فعلا و قولا.

جري ذلك في أولهم و آخرهم و من سماء عظمتهم يطل علينا بدر من بدورهم و هو مولانا الامام محمد بن علي الباقر صلوات الله عليهم حاملا لنا هذه الباقة العطرة و هو غيض من فيض عطائه الجم للانسانية جمعاء.

ولد باقر علوم النبيين و الأمين علي شؤون الدنيا و الدين خامس عقد الامامة و سمي جده محمد سيد المرسلين صلي الله عليه و آله و سلم و هو سيدي و مولاي الامام أبي جعفر محمد بن علي الباقر صلوات الله عليه بالمدينة يوم الجمعة أو الثلاثاء أو الاثنين غرة رجب أو ثالث صفر سنة 57 من الهجرة و قيل سنة 56 هجرية [1] عاش صلوات الله عليه في كنف جده الامام الحسين صلوات الله



[ صفحه 8]



عليه 4 سنوات و شاهد فاجعة الطف بما اشتملت عليه من مآس و أحزان وعاش صلوات الله عليه مع أبيه الامام زين العابدين صلوات الله عليه نحو 35 سنة، و بعد أبيه صلوات الله عليه و هي مدة امامته 19 سنة أو 18 سنة [2] .

و قضي - بأبي هو و أمي - سنة 114 هجرية [3] مسموما مظلوما بعد أن سلم الامامة لمولانا الامام الصادق صلوات الله عليه.

و دفن في البقيع حيث قبره المهدوم الي يوم الوقت المعلوم!!؟؟!! و قد أسلفنا أن مدة امامته 19 سنة قام من خلالها بعمل دؤوب لارساء قواعد الجامعة الكبري التي وضع حجر الأساس فيها الامام زين العابدين صلوات الله عليه و قد تصدي من خلال العلوم التي بثها في المجتمع الاسلامي لكل المشاكل الخلقية و العقائدية و السلوكية و العلمية في ابان بدو نشوء التيارات المنحرفة من معتزلة و مرجئة و غيرهم التي كان قيامها بمباركة الحكام الأمويين.

و هذا الكتاب الذي نقدمه بين يدي القراء ان هو الا شذرة من شذرات امامنا و مولانا أبي جعفر الباقر صلوات الله عليه نعرض فيه ما ورد عنه صلوات الله عليه في التوحيد و الآداب و السلوك و التفسير و غير ذلك مما رواه المحدثون في الكتب المعتبرة في علم الحديث و قسمناه ضمن أبواب و فصول. و الله الموفق لكل خير.

بيروت في 3 صفر 1414 ه

محسن علي شرارة



[ صفحه 11]




پاورقي

[1] في رحاب أئمة أهل البيت عليهم السلام للسيد محسن الأمين ج 4 ص 3.

[2] في رحاب أئمة أهل البيت عليهم السلام للسيد محسن الأمين ج 4 ص 3.

[3] في رحاب أئمة أهل البيت عليهم السلام للسيد محسن الأمين ج 4 ص 4.